- كتب: عبدالكريم الخياط
شاب نشأ في حجر الشعر والطبيعة الخلابة التي تتمتع بها مديريته وصاب السافل التي تقع بين حدقات الغيوم تناجي النجوم وتلقي بنفسها ليلا بين أحضان القمر ، فتتسابق الأنظار لتجيب إجابة صحيحة حول تلك الأضواء المتدلية من السماء أهي أضواء (لمبات) أم نجوم؟
وهنا تبدو لكم حقيقة الارتفاع الشاهق لتلك الجبال الشوامخ التي تتضرع إلى الله بأن يغمرها بالأمطار التي تنساب على القمم والآكام والسهول والوديان ، ووادي رماع يحتضن الأمطار بين حناياه ليفيض على الأراضي من خيراته، فتنبت من أنواع الحبوب والفواكه واشتهر تصدير الموز للخارج والمنجا والعنبرود والفرسك…
محمد السلمي شاب تفتقت حروفه بين مرامي الدهشة وتناغمت معانيه مابين ألوان قوس قزح …
شهادتي فيه مجروحة لأنني نالني الحظ وكانت لي وقفات مع نصوص له من قبل …
يكاد يكون شعره من نوع السهل الممتنع فيه لطافة وظرافة ،
انظروا إلى ألق المواءمة الأنيق في قوله:
لقد قسَّمت قلبي فجر أمسِ
بحاسبةٍ بهاتفي، الجلاكسي
لها الثلثان من قلبي وربعٌ
ونصفُ الثلثِ والباقي لنفسي
والشعر ليس بالسهل اليسير كما نظن ، ولكنه في قاموس ابن السلمي ارتقى به للسمو والسؤدد:
ماأصعب الشعر الجزيل وأسهلهْ
لي في كتاب الشعر أكرمُ منزلَةْ
ولا ينسل من واقعه وما فيه من ألم وشجن :
أنا النخل أُرمى ثم أنزف واقفا
وهيهات مني أن أغير برزخي
رأيناك مثل النخل تعطي ألاَ ترى؟
بأن انحسار الظلِّ يرفضه السخي
والحبّ له دبيب في أفياء حروفه وأنداء معانيه ، وبظرافته المعهودة يجسد لنا وحدة هي مكمن قوتنا تحت أي ظروف:
حين قالت له بعد سؤاله لها ( من أنتِ؟):
قالت أنا من شرعب وأنا
بنت العقيد “مظفر العتمي”
أجابها:
إني وصابيُّ الهوى.. شرفي
شعري وهامة نسبتي سَلَمِي