- كتب: سامي الكاف
- من أهم الأفلام النوعية التي قدمها آل باتشينو في مسيرته الفنية، وتوجّه الأنظار إلى عمل الشركات العملاقة، مثل شركات التبغ، ومدى ارتباطها بالإعلام و كيف يعمل و من يسيطر عليه أو يوجّه رسالته عبر تمويله بالمال، يبرز فيلم The Insider في هذا السياق بأداء تمثيلي مذهل و نسق تصاعدي آسر و نص جريء جرأة فكرة الفيلم.
أحداث فيلم The Insider تتمحور وفق بطاقة تعريفية في ويكيبيديا حول مقدم برامج بيرجمان (آل باتشينو) يتفق مع ويجاند (راسل كرو) وهو أحد العاملين في شركة تبغ على إجراء مقابلة معه لتقديم وثائق تدين الشركة، وهو مسئول تقني هام في شركة التبغ، يرفض ويجاند إجراء المقابلة معه لكنه يوافق على إمداده بالوثائق اللازمة لإدانة الشركة أمام الرأي العام فقط دون الظهور في التلفزيون، يعقد محامي الشركة اجتماع مع ويجاند (راسل كرو) ويهدده بفصله وإيقاف تأمينه الصحي الخاص به وبعائلته، يشك ويجاند في بيرجمان ويظن أنه هو السبب في تسريب هذه المعلومات وتهديد مستقبله في الشركة.
…
الخلاصة التي حاول الفيلم تقديمها من خلال موقف الصحفي مقدم البرامج آل باتشينو في نهاية الفيلم، من وجهة نظري و قد شاهدته ثلاث مرات، هي أن الصحافة عندما تكون أياديها في جيوب غيرها، تضع عقولها في التراب حيث تعمل بلا ضمير و لا أخلاق و تدّعي انها تمثل الشعب لا مصلحة مالكي الجيوب؛ ومن ثم تملك الجرأة و تقدّم نفسها بوقاحة باعتبارها مثالاً للصحافة الحرة..!