- د. عبدالعزيز علوان
كم كان يحزنه أن يرى طائر الرخام الأبيض يحط بعيدا ريثما تَشبع تلك النسور …. في حضرة شيخها …. من الجثث النافقة
في هذه اللحظة التي أعادته إلى ذكريات القرية … وجد نفسه وجها لوجه أمام أسئلة جمة عن (شيخ النسور)
كم يبلغ من عمره العمر؟
هل في وسعه الاتساع في هذا الضيق المتوحش؟
وهل حقا … لم تظهر عليه آثار اللا انتظام الكوني ( الانتروبيا )…. التي تتزايد عشوائيتها في كل شيء.
يقال أن :
الصدى تآكل من صوت شيخ الطيور ،الفضاء إحدودب في أجنحة أيامه ، المواقيت أصيبت بغشاوة عينيه، بيد أن مخالبه لم تفقد شهيتها في النهش ……
عندما تتناثر القهقة من بين أسنانه الاصطناعية ، يثاقل إلى الأرض، أعالي الأشجار تقترب من كهولتها ، وهو … هو .. يحجل حول الحيوانات النافقة في خيلاء لا حد لها ….
أمام التأوهات المنسكبة من أنظار الجميع ،
تنام بين جفنيه المساءات …. بعد أن تخلع عليه دياجيرها المصنعة خصيصا له …. وتتعهد له بالرعاية اللازمة من التزميل والتدثير ،وتنذر وقفا له كل أرصدة الضحايا في فجاج ووديان وعرصات الثالوث الذي تهفو اليها مطامعه
لم تتحدد بعد … ملاح آتيه في كؤوس المرارت ، وشفافية السراب …. يقول قائل ما ….
و قريبا يقول آخر … تتحقق يوم وفاته في أول خبر عاجل لن يترك أثرا يدل عليه …. أوخطى تُشَيِّع جثمانه.