- زين العابدين الضبيبي
إلى الوالد المعلم الكبير أحمد قاسم دماج. في ذكرى رحيله.
…
اااااااه يا وجعي
يا لحزني وحزن البلاد
وحزن الأهلةِ
من كنتَ تمنحهمْ ضوءَ قلبكَ
تسكبُ في جدبِ أرواحهمْ
ألقَ الكلماتِ
وما فتقتهُ التجاربُ
من ثمرِ الحكمةِ المشتهاةِ
وترشدهمْ للمواربِ
من دهشةٍ في متون القرى
والمخبأ من عزةٍ
في جبينِ الثرى
أيها السبئي المحاربُ
كيفَ ترجلتَ؟
كيف تركتَ البلادَ
وأبوابها مشرعاتٍ
تهيمُ على صدرها كائناتُ
الظلامِ القديمِ
يحاصرها الموتُ
من كل فجٍ
وتنخرها الأمنياتُ
وقد لطختها الدماءُ
وضيعها الحالمون الكسالى؟.
أجب يا صديق البهاليل؟
يا من لخيبةِ أرواحنا
كنتَ نعم الدليل…
يا أبانا استدرْ
واركل النعشَ
قل إنهم يكذبون
وإنك لازلت أقوى من الموتِ
لستَ الذي سوف تبكي عليه العيون.
إنهم يكذبون
فلا زال وجهكَ
يشرقُ في الأفقِ
مثل نبيٍ حنونْ
ويزرع صحرانا بالغصونْ
إنهم يكذبونْ
لأنكَ من أدَّبَ الموتَ والأزمنةْ.
من تتوقُ إلى عطرِ أقدامهِ الأمكنةْ.
والقلوبُ التي ارتشفتْ
من نبيذِ تجليكَ
ذاهلةً لم تزلْ
وبكل الذي قلتهُ مؤمنةْ.
إنهم يكذبونَ
وتكذبُ كلُّ الدموعِ
التي تتشظى
كبرقٍ حزينٍ على جنباتِ الفؤادِ
وتنكرُ ما يزعمونْ
والبنفسجُ لازال منتظراً
كي يطارح. قلبكَ وعدَ الرؤى
والرياح تعد دفاترها
لتدون ما تنشدونْ
اركل النعش قم يا أبي
كي نهزَّ معاً “نخلةَ الشمس”
كي نتمشى وتسبقني
مثلما كنت تفعلها دائماً
وأنا أتوكأ قلبي كشيخٍ مسنٍ
وأنتَ الفتى والضمير الفتيُ .
فقم يا أبي
ثم مالم تقل بعدُّ
مازلتُ أظمأ من نخلةٍ
نسيتها الغيوم
وأجهل من صخرةٍ
في أكفِّ الردى
وبكفيك ما سوف يرشدني
لأجوب المدى
إنهم يكذبون
والطبيبُ الغبي يمازحهمْ
ويهددهمْ بالظنونْ
فقم الآن يا أبتِ
إن أبواب كل النقابات مغلقةٌ والوزارت
في وجهِ أبناءك البائسينْ
من سيفتحها غير أقدامك الثائرةْ!!
من سيسندُ أشواقنا العاثرةْ؟
بتوثبِ عزتهِ ومواقفهِ العاطرةْ
يا أبانا النحيلْ
نناشدك الآن بسم الذي بيننا
أن تتمَّ الجميلْ
وترشدنا ببصيرتكَ العبقريةِ
حتى نطالُ ذرى المستحيلْ
اركل النعش قمْ
ثم قل: أيها الأغبياء اضحكوا
لم يحن بعد وقت الرحيل.
ـ…..
3 يناير 2017م