- فتحي أحمد عبدالرحمن
سأكتبُ شِعراً
إليهِ تحُجّ القوافي
مزاراً
إليهِ اليراعُ تسافر
وأنسى اعترافي
بأنيَ شاعر ..
أنا أدركُ الآنَ
بعضَ اتهامي
بأني على صهوةِ الحرفِ
غِرٌ مغامر !!
يمارسُ طقسَ القريضِ جُزافاً
وينثرُ بعضَ الخواطر
نعم ..
سأظلّ أُعافر
وأبذلُ عمري
لأشربَ طلّ البكورِ كواثر
وأغرزُ في الصخرِ
نصل الأظافر
وأكتبُ عن ألمي واحتراقي
ودمعِ الصبايا
ولؤمِ الكواسر
وعن فرحةِ الأُمِّ
وهي تذوِّبُ زهرَ الشبابِ
لأطفالِها
والقلبُ بالحبِ عامر
ويومَ يسيرونَ للدرسِ
كيف تدُسُّ الفطور لهم
في جِرابِ الدفاتر
سأكتبُ كل الحكايا
وكل النوادر
حيناً بعيني
وحيناً بأذني
فقلبي يسجّلُ كل حديثٍ
وينقشُ كل المناظر
سأكتبُ .. عن شارعٍ ساهرٍ
ومقاهٍ ..
يغتابُ روادُها بعضَهم
حين يحضرُ أحّدُهم أو يغادر
وكيف تنام المدينةُ متعبةً
والإزقةُ محفوفةً بالمخاطر
فمن هاهُنا
يبدأ الصدقُ والعشقُ
والحزنُ والصبرُ
والفرحُ والبعثُ
والأملُ المتواتر
حتى مُجونُ الحياةِ هُنا
ووراعتها
وأصدقُ كل المنابر
فما الشّعر يا سادتي
غير بعضِ جنونٍ
وفيضِ مشاعر .
- عدن