- د. عبدالعزيز علوان
إليهم وأنا واحد منهم
لم يزدان بإخضراره المرعى الممتد على جانبي الطريق المؤدي إليها .بل صارت الشوارع التي يعبرها بين مدينة وأخرى أكثر إزدحاما بالضيق الملازم لها .
شقوق أقدامها صارت أكثر اتساعا ، و الملابس القطنينة لسماواتها أصبحت أكثر تلوثا بعوادم الوقود الاحفوري .
إختلفت كل المراجع الإسنادية . التي كانت تنطلق منه إليها. حاول إخضاع هذا الاختلاف لما يحدث معه في الفيزياء الحديثه … التي يدرسها لطلابه . بإدخال معاملات لورنز …. كمعامل تحويل … لتبقى القوانين الفيزياء محتفظه بصلاحيتها . في ما يسمى بمناط الإسناد القصوري …والتي بموجبها تكون تطبيقات قوانين نيوتن حالة خاصة منها. ولكن دون جدوى.
بين الثورات العملية … والثورات السياسية تشابه ما …
فكلتاهما …. تنبثق حياتها وحيويتها من أزمة النظام الذي تصل إلى مرحلة لا يستطيع بها النظام تفسير التعامل مع كثير من النظريات … في الأولى …
ويصاب بها النظام بحالة من الترهل أو التعالي أو حتى هيستريا القمع وتقييد التعامل مع متطلبات الحياة … . الحرية ، العداله الاجتماعية ، والديمقراطية ، وغيرها .
للثورات العلمية مؤيديها ومعارضوها … تتبنى الكيف .. على حساب العدد الكمي ….
بينما الثانية ..تتجه صوب إستقطاب المزيد من الأعداد الكمية كاصوات إنتخابية فقط .
الطريق اليها تبدو في شيخوخة عمرها الذي أكلت تجاعيده من ملامحها آيأت الجمال …. و تجفف من عينيها ينابيع الرؤى …. ومن شفيتها بيان الابتسام .
كل شئ صار في عينيه غير ما هو معتاد . تحسس طيات نفسه ، وحاول أن يغمض عينيه ، ليذهب في رحلة داخلية في أعماقه …عله يستدل بها عليه .
وجد نفسه بين حاصرتين تفتح الحاصرة الأولى على مصراعيها بوابة الأمس الذي ولى … وتغلق الثانية الغد باتجاه الامس … بينما تتراص النقاط المنفصلة بين الحاصرتين.
للطريق بقية من آثار … و طبقات متراكمه من مخلفاتنا اليومية . قناني المياه المعدنية ذات أحجام مختلفة تتخذها المياه سكنا لها.
للصمت لون إسمه التامل في الذكرى ، وللصدى بعث آخر من الصخور التي امتصت صوته ذات يوم
ولذا ؛ أجدني هنا أصغي لتلك الاصوات التي امتصتها منذ سنوات مضت ذات الطريق إليها ….
هنا تعليقات عبدالله فتيني اللاذعة في وجه الاعتذار الذي كان يوقفنا لا لشئ بل ليعتذر .
سخرية د. الأزرقي المترامية الاطراف بهدوئها … الحاد ….
أمين المقطري ببعض انفعالاته التى لاتخرج عن السطرة إلا ببعض الطرافه ….
أصوات الوجوه المسجونة في ذكريات فوزي العريقي …
والتفقة في وجوه المعتقلات في جلسة قاتية موجزة …
و بين تلك الاصوات أصغي مليا لأصداء صوتي .
سنوات مشت ذات الطريق اليها في آخر زيارة لها،
المطبات التي كانت تتوزعها بين بائع وآخر اصبحت ذات علو شاهق وضيق حاد بأشياء اضافية غير تلك إلي نصبت للبيع والشراء .
في الطريق اليها تتضائل رؤية المتواجدين معه في رحلة الذهاب اليها … بينما رؤيته تتخذ من أبعاد الماضي مناطا لإسناد الحاضر ومنطلقا إلى غدها الذي سيشهد العرس الذي أتى من أجله …
أيتها الطريق اليها . من هنا تبدأ اللحظة باتجاهك …
هذه اللحظة التي تشاطرك التوجع المترامي الأطياف
… والتشظي المجفف في حناياك …. والآم الشقوق الموغله في أقدامك ..
(في الصباح يحمد القوم السرى) …
تتبدل الاسماء والمسميات … وتطوى كثير من الاشياء طي الكتاب … ولن يعود إلى أمسه اليوم إلا قصاصات ذكرى … وأن الغد ليس هو المستحيل لهذي الطريق التي تترجل الاقدام المتشققة الطريق إليك .