- ياسين البكالي
ألذُّ مِن ابتعادِكِ
واقترابي
تَمَسُّكُنا بنافذةِ العِتابِ
وإيماني
بأنَّ لديكِ مأوىً
لقلبي
حينَ يَزدحمُ اغترابي
أنا الطفلُ
الذي أسرعتُ لمَّا
طرقتِ البابِ
كي أهذي بما بِي
دعِينِيّ في يديكِ
ولو لأبكِي
قليلاً أو لأضحكَ
مِن صِعابي
وبي التّعبُ
الذي أبقاهُ جِيلٌ
لمَن وُلِدوا
على كفِّ الغيابِ
لِمنْ سقطوا
على الدُنيا ظِماءً
وما عَثروا
على بعضِ السرابِ
لهُم قَلَقُ اليتامى
حينَ تأتي
الحياةُ بدونِ أكْلٍ
أو شَرابِ
أنا ابنُ سبيلَ
مَن قطروا دُموعاً
هنا وهناكَ
مِن بابٍ لِبابِ
وبي الوطنُ الذي
أجرتْهُ سَيلاً
من الكلماتِ آهاتُ الروابي
أرى شمَّاعةَ الأخطاءِ
تَدنو
إليَّ إذا اقترَبتُ
مِن الصوابِ
ودربي أحمرَ الأفكارِ
تُخفِي
مسالِكُهُ
الكثيرَ مِن العذابِ
تُقلِّبُني على جمرِ الأماني
يدُ الشكوى
” وما حَسبَتْ حِسابي”
كوجهِ قصيدةٍ
تخشى التِفاتاً
إلى غيري
وتذهبُ يا شبابي !!
وجدتُكَ حينَما
ابْيَضَّتْ حروفي
على وجهي
مُغادِرةً كِتابي
*
لحُرّاسِ المقابرِ
كم ربيعٍ
رآكم فاستعاذَ
مِنَ التُّرابِ ؟!
وكم أُمٍّ
على فمِها سؤالٌ
خريفيٌّ
يعيشُ بلا جوابِ!
إلهي الماءُ يغرقُ
في الأيادي
ونحنُ نَمُدُّ حبلاً
للسحابِ !!
فلا عامٌ جديدٌ
سوفَ يأتي
ولا الماضي اكتفى
بالإنسحابِ.