- راوية الفقيه
بعثرتني رماداً دونما احتراق احتوتني صورة بين الرمال أطفأت ضمأي بسراب.
أفترشت لأجلها زبد البحار التحفت شعاع الشمس خلسةً من تلك الرّباب!!
أتربص بأنفاسها المتحشرجة في سراديب الظلام أرمقها بطرفي المرفرف فرقاً.
عينان غائرتان بين تجاعيد الوجه المتعرجة.
أنصت بهدؤ أسمع كل ليلة نفس العراك:الويل لكِ أطفئ الضؤ إياكِ ..عييييب حراام وخطئة!!
كوابيس خيالات مفعمة بالحقدالدفين لي لإخواني ل ..وللحياة.
-أمي-عادلة-هكذا اتذكر اسمها والعدل منهابراء براءة الذئب من دم ابن يعقوب.
-اووووه!! مسكينة!!
-مازالت صغيرة لم تكن مخطئة الام السبب.
نوااح!!
هكذااسمعها إذا ما كانت تشاهد فلماً هندياً.
الإنفصام في الشخصية مرضٌ غريب! !
لم ادرك معناه عندما كنت أقرأه في الكتب ولكن اليوم..
أمي بلورة لي معناه تقمصت شخصيته تماماً معي.
-تصيح..تولول من أجل…وأنا أذوب أمامهاكالجليد.
احترق حتى الفتيل ولكن..
آااه.. ااااآح..
لا مجيب لتلك الأنات والآهات التي أدفنها كل ليلة تحت غياهب الغسق.
أخ ..أوووخ صووت لقد غاصت في سباتٍ عميق أخيراً.
حان الأوان أهرول بأناملي أغتصب جوالي من بين أولئك النهدين!
أشعرأنهما حارسان لها كذلك.
مازالتا عيناي تحملقان في تلك الجثة النتنة الجاثمة على أنفاسي! !
تلمع آضاءة الجهاز أسدل عليه أناملي بهلع.
-لا.. لا..
-آه.. كم أعاني في كل ليلة وأنا أختلس نفسي نبضي.. ضوئي وحريتي من بين آكام سنين الا ستبداد والتسلط!!
أهيم في خيالي.
-كيف أحيا في القرن الحادي والعشرين? !
مشاعري ..أفكاري وذرات جسدي معتقلة مكبلة بأغلال العصر الحجري!!
-عادلة بل ظالمة ديناصور كبير فر من عصر الديناصورات تكره القلم الضوء .. الجوال!!
لن أنسى تلك الشقوق التي تفجرت لوناً أحمر تعب وشقاء أُداري ساعات عملي لكي.. الجوال كان حلمي بل إنتقامي!!
-قهقهة صديقاتي يهشهش جدار ذاكرتي.
-أنتِ جاهلة أمية لا تعرفين استخدام.. ههههه!!
الزمن تغير التكنولوجيا ..
سكووون!!
-فجأة.. طق.. طق
شرر الصفعة ينشق أمام عيني بؤرة الضؤ تنكمش حول أشلاء ذلك الجهاز!!
-تلك الجثة.. لا.. لا تصرخ أمامي
-ماهذا الشيطان?!
-من أعطاكِ إياه?!
تنخرس لساني تتلاشى إحلامي!!
ألملم بقايا مشاعري أفكاري
-لمَ أنا? ماذنبي? اتحجر وبين جوانحي بركان يخفق! !
الى متى??
أكرهك ياأمي ..
نارإلهي أهون من تلك الجنة التي تمنين بها علي ليل نهار!!
-أنتِ السبب ..كان بإمكاني ان أبني لي جنة بمفردي أنتِ حرمتني من أن أكون أماً.
كم كنتِ ظالمة مجرمة!!
الفستان الأبيض لكل البنات الا أنا! !
-لمَ صحوتِ الآن ..لقد كرهت..
مشاعري أمست عقيمة!!
-ماذا تريدين مني بعد?? !
-لحظة.. !!
لقد كبرت توقفي عن ديكتاتوريتك ظلمك. أتنعينني بالخطيئة العصيان وأنتِ-ياعادلة-الظلم والحرام بعينه.
-جنتك -ياأمي-أكرهها أكرهك!!
نارإلهي أرحم منك!!
تلك النار فيها الحرارة الحنان الضؤ! !
لطالما حرمتني من..
حريتي حريتي!!
هكذا صرخت وأنا أفتح عيني على ذلك الصوت!!
)إن لم أعش الواقع كما يجب ..فسأعش الخيال كما أحب..
- 1/1/2020