- د. أحمد حمود المخلافي
أولاً- مفهوم الوعي:
يعبر الوعي عن مدى إدراك الإنسان للأشياء التي تحيط به والعلم بها، بحيث يكون في وضع اتصال مباشر مع كل الأحداث التي تدور حوله، من خلال حواسه الخمس، فيبصرها، ويسمعها، ويتحدث بها وإليها، ويشم رائحتها، ويفكر بأسبابها.
ثانياً- مخاطر تغييب الوعي:
- إن مجتمعاً بلا وعيٍ ناضج هو البيئة الخصبة لكل تخلف وفساد وإرهاب وارتزاق.. وإن مجتمعاً بلا وعي هو الأقدر على تدمير ذاته دون عناء!!
- إن أسوأ ما يقوم به الإنسان هو أن يؤجّر أو يبيع عقله للآخرين يعبثون به.. يفكرون له.. يحبون له ويكرهون!.. ويخوضون معاركهم ضده به!
ثالثاً – وسائل تغيب الوعي:
- يحرص المقامرون بالشعوب على تغييب الوعي ومحاربة مصادره.. فنجدهم يهرب ن من لغة الأرقام والتخطيط والإنجاز القائم على البيانات والمعلومات إلى لغة العواطف وبطولات الوهم !
- لا يجد المتلاعبون بوعي الشعوب أداة يستخدمونها خيراً من بعض الإعلاميين المرتزقة.. ولا يقاوم هؤلاء إلا إعلام مهني، وطني، صادق، ومتحرر.
- حينما يوشك المجرم والإرهابي الحقيقي على الانكشاف.. يسارع رعاته إلى توجيه الاتهام لطرف آخر.. كي يستمر الإجرام والإرهاب!!
- حينما يوشك الفاشل والفاسد أن ينكشف.. يسارع الرعاة إلى فتح قضايا أخرى يؤججون فيها عواطف الجمهور.. ليستمر الفشل والإفساد!!
رابعاً- كيف نصنع وعياً؟
- صناعة الوعي مهمة مناطة اجتماعياً وأخلاقياً بكل مكونات المجتمع.. البيت أولاً، ثم المدرسة والمسجد والإعلام ومنظمات المجتمع.. فهي مسؤولية تكاملية تشاركية لكل فرد منا.
- صناعة الوعي تبدأ بتمكين الفرد والمجتمع من أدوات التفكير والتفكر.. ومنهجياته تبدأ بالانفتاح على الجميع دونما أحكام مسبقة أو خلفيات مضللة.
- حاول أن تتحرر من قيود الماضي التي تعمل جاهدة للسيطرة على وعيك وربطه بالصراع الاجتماعي وانتقاماته.
- حاول أن تدرس وتحاكم بوعي كل ما يطُرح عليك من فرضيات على أنها مسلّمات.. وحاول أن تقتنع بوعي بما تقول وتفعل وبمضمون الفكرة التي تدافع عنها.
- حينما تتم إثارة موضوع معين في وقت معين ويعلو الضجيج حوله.. فهناك من يصرف نظرك وأنظار الجميع عن أمرٍ أكثر خطورة وضرراً.. فانتبه!!
نخلص إلى القول إن بلدنا يعاني من تدمير ممنهج.. وشعبنا يعاني المجاعة والفاقة والفقر والمرض.. ونسيجنا الاجتماعي يتمزق كل يوم.. كي ننهض لابد من وعيٍ جديد.. فلنتحرر!.. ولنبدأ بترتيب أولوياتنا.. ولكن بحذر!