- كتب: المدكر_ نعمان الزكري
عند النظر في حال الثقافة العربية من نواحي السبر والتنقيح وغيره نجد أن هناك عديد عوامل تقف وراء ما يجعل المثقف العربي يعمد لها وبسببها أحياناً غضه الطرف عن نتاجاته تماماً إما بحرقها أو إهمالها كألم تكن ، ومن هذه العوامل من يمكننا الحديث عنها وفقاً للفرز الأتي :
1-عوامل لاإرادية
2-عوامل إرادية
فمن الأولى مقص الرقيب كراهن قامع غير مجهول ولا منكر وكشواهد على هذا أسوق مماذكره البردوني في الأمر بقوله :- أن “المثقف في البلدان الإسلامية ينشر مايراد لامايريد ” ويمكنني أن أجمل في هذا الصدد أراء كل من ابراهيم قصاب وشكري عياد وطه ندى وغير واحد من النقاد كالتالي “إن المثقف محتكم لبيئته ومحيطه بشكل خاص ولصولجان السمة الدينيةبشكل عام ” وعلى هذا المنحى لو عدنا للوراء من غابر التاريخ ابتداءً سنجد مايهول من حالات القمع والتنكيل وانتهاءً بجديده منذ العهد الإسلامي وحتى يوم الناس هذا وهي ككل كحال مستفحلة وجوداً ولا هينة كصفة قمعية ووحشية … أما عن العوامل الإرادية فأبرزها ماقام ويقوم به المثقف نفسه منذ القدم من تشذيب وتهذيب لنتاجاته وكشاهد على هذا هو ماوجد إثر الحفريات من اختلاف واضح في نُسخ الملاحم ك”تموز” و”جلجامش” و”حينما في العلى” عند اليونانيين و الحوليات عندالعرب و كشاهد على الحديث الجديد ما صنعه أودنيس بديوانه “قالت لي الأرض” ويمكن عزو ذلك لتعدد المدارس الفنية ربما كعامل رئيس وما طرأ على الأدب بشكل عام من تطورات أنضاها للواقع التلاقح الثقافي بين مختلف الثقافات من أفرز بدوره الكثير من الجماليات كالتناص والتضمين وغيره وعلى قدم هذه الإخيرة إلا أن طفرتها حديثاً وراء أغلب مايلجئ المثقف للمراجعة والسبر وأمور أخرى من هذا القبيل وأختم حديثي عن الموضوع بقولي أن على المثقف العربي أن لا يكون دادائي المنتوج ولا خنفشاري النقد وإنما سريالي واقعي كلاسيكي وهلُّم مدارساً مبنى ومعنى ليكون.