- أحمد شمسان
(1)
بدونك تجدب الأرض..
يضمأ الناس..
ويصيب الأطفال الهزال..
بدونك أنت..
تضمر المائدة..
وتدمع فناجيل اللبن..
بدونك أنت..
تتداعى الأواني..
تتقهقر عذب الأماني..
ويرجف من شدة الفقد..
لون البياض..
…………..
القوارير الفارغة…
على معقم الباب….
بموعدها ..
لا زالت تؤرجح….
صوتا يطلب الإمتلاء..
…….
الأطفال يفتقدون الضياء…
بصراخ لا يسكته إلا عطائك المشتهى…
ولون الموائد أصبح قاتما…
يفتقد الضياء….
الأبواب مشرعة بالبكاء…
………
لونك الذهبي كحل العيون…
كحل هو لون السواد الجميل…
تدلى بطرف الذيل كوشم أصيل…
……….
تركت على وجع….
أكف وأنامل حانيات…
كم داعبت أضرعك الناعمات..
وكم مسحت توجسك البارق..
فيض المحبة….
وخضر العشب المصفى..
وطحين مشعل بالكبرياء..
كم مواعيد عطاء…
وكم ليال في إنتظار الوقت…
للوعد الجميل..
إشتعلت ذبالة الفانوس..
وارتعش الوقت ضياء…
…….
كنت أنت الأرض..
وأنت فيض وعطاء…
تحن إليك أعشاب الشواجب….
ولفالف تسقط شوقا للقاء…
يا لأحزاني.. وبكائي
في رثاء الأولياء..
………..
كم عيون ذرفت….
وليال ساهدات…
وطن أنت…
وأغان عذبات…
في فم الأطفال لحنا…
وفي جفان الأمسيات…
فيض من سنى المجد…
وثريب الطيبات..
أنواع من الدر الموزع في صحون المائدات..
لؤلؤ من كمال الحسن …
وجبابة السابغات…
……..
من قوارير شربنا الضوء…
وأخرى خالصات…
من دهن وسمن…
إحتوت كل المنى…
إختزال الكائنات…
……..
كم دبشنا من حليبك…
وأستوى….
لحن أوتارا بحلوق الغانيات..
وشربنا نغمة الحب…
إشتعالات حياة..
15/12/2019