التزامن في حيز المكان
- كتب: محمد ناجي أحمد
قرى (جبل التعكر ) الحيز المكاني كبؤرة رابطة للأحداث،وتعدد الزمان ،فالسارد الخارجي يسعى من خلال هذه المجاورة الزمنية والبصرية للأحداث ليؤكد أن الحاضر هو الميدان الحقيقي لهذه التجربة الروائية الفذة.هذا التضفير بين حكاية كريم وجار الله عمر ،وفورسكال والدكتورة مارتا في مستشفى جبلة،بين سطيح والولي محمد والشيخ العارض ،والملكة أروى ،والفقيه سعيد الحرازي،وعلي السعواني ،إبراهيم الحمدي ،والملك الاشرف ،أحداث 13يناير وحرب 1994 ،وحروب الملكة أروى مع النجاحيين ،وصراع الأخوة الرسوليين الأشرف والمؤيد ،الخ،ميدانها الحقيقي هو الحاضر .
السارد الخارجي جعل الفعل الروائي يحدث في سلسلة من الأزمنة المتعددة في المكان اليمني ،الذي تبدأ بؤرته في جبل التعكر ،لتحلق منه نحو التهايم وجبلة ،مدينة تعز وعدن ،ومكة والحديدة وصنعاء وحضرموت وأبين ،ويريم ،الخ.هذا الانتقال الواعي المتجاور للأزمنة ،والرابط عضويا للمكان اليمني المتعدد،الذي يخلط بين هنا وهناك المكاني والزماني يتحدى التشتيت البصري والسردي،راسما خارطته من أصدافه المنتقاة،وإن زعم أنها تجاذبت عن طريق الصدفة الغير واعية…
استعادة الأزمنة من الماضي البعيد والمتوسط
والقريب إلى الحاضر يخلق شعورا بعضوية المكان الوحدوي ،حين تشاهده من أعلى
جبل التعكر،برؤية كلية جامعة وممعنة في استيعاب الجزئيات والمكونات
التاريخية والجغرافية، لكأن الوطن الوحدوي اليمني مكثف في تلك المحفظة
الجلدية التي أعطاها سطيح التعكر إلى هند بنت عتبة،وتوارث سرها المكنون
أحداث وأزمنة وأشخاص توزعوا على قرى سفح جبل التعكر،والسفح هنا فضاء مفتوح
برمزيته …
هناك حشد لفضاءات زمنية تربطها رسومات كهف جبل التعكر وقبة السماء،والفضاء المكاني لليمن،وأحداثها التاريخية الممتدة من الماضي
،والمتجمعة في “بركة”التعكر ،أي في الحاضر المتدفق نحو المستقبل.