- طه العزعزي
حزن كبير يعانقني الآن
يتكاثر حولي كتلك النوافذ الكبيرة التي لاتعرف الأمل
هذه الذاكرة لاتقوى على دقائق العمر المطحونة
الدقائق الأخيرة قبل نزيف الدم
الآن أبحث عن إسمي
الآن أبحث عن دموعي المالحة بين أصابع الشمس
وبين حمى مرثيات الوفاة
هل العمر مزحة أيضاً ! .
الخسائر كالدم في كل مكان وبلا رحمة
الخسائر هذه لن تسمي نفسها
تنتظرنا كي تأخذ منا ماتبقى من الفرح الطفولي
ومن هوايات التزحلق بإتجاه الغد
المسدسات تشتهي الغد أكثر منا
والثقة خديعة أيضاً أكثر من هذا الليل
أيها الضياع
من أنا ؟
أريد أن أحتضن الكون
أو حتى أحتضن نفسي الخائفة التي تفر مني
هذه التي أحاول قتلها غالباً بالسجائر الرديئة
ونكت المعلم قشنون
وقصائد أدونيس
وحكايا رموز الشيوعية الكبار
لن أنتصر على نفسي
أيتها الكلمات اليابسة والجدران الواقفة !
الموت المدبر هذا
ربما يمضي بإتجاهٍ آخر هذه المرة
هذه الصور المعلقة على الجدران لاتكفي للتذكر
أنفاس الرجال المودعون لاتكفي أيضاً كي نتناسى هذي الفجيعة
الصمت أمام نافذتين محطمتين لايكفي للنهار الطويل
القادم كحضن الأم الجميلة
نشرات الأخبار الجافة كالفحم لاتكفي لإشعال الرثاء
والتذكر بجرأة كالدمع الحقيقي .