- محمود الحاج
كان الاستاذ لطفي ذارحابة صدر حيال مايقال اويكتب عنه بتحامل وقسوة باسم النقد الادبي وبالذات ماكتبه الاستاذ الراحل عبدالله باذيب من نقد عن
شعراء الاربعينيات والخمسينيات في عدن من وجهة نظرماركسية تحتم الالتزام
وشمل نقده كل شعراء عدن وفي المقدمة لطفي والجراده الذي لم يتوان عن هجاء
صاحب الفكرالجديد باذيب بابيات لم تنشر.
واعود الی نبأ وفاة الاستاذ لطفي وكيف تلقاه الشاعر الكبير محمدسعيدجراده رغم ماكان يقال عن كراهية بينهما.. كان الاستاذ جراده عائدامن الجزائربعد مشاركته في مهرجان الشعر بالجزائر
في الطائرة التي توقفت في مطار القاهره لمواصلة الرحلة بطائرة اخری وكان
جثمان لطفي في الصندوق ضمن العفش المنتقل الی عدن
كان الارهاق
باديا علی وجه الاستاذ الجراده ولم يكن قدعلم بوفاة لطفي في مصر حتی اقلعت
الطائرة فتقدم اليه احداقرباء المرحوم لطفي المرافق للجثمان قائلا:
هل تعلم يااستاذ ان لطفي معنا في الطائرة..فأجاب الجراده اين هو في اي مقعد
.فرصة اسلم عليه واهنئه بالشفاء…اجابه الرجل لطفي في رحاب الله وفي صندوق معنا في الطاةره …انهارت معنويات الجرادة وفر النعاس من جفنيه….
؟واذابه يبدا قصيدة رثائه باكيا راثيا بدأها :
ياايها الناعي اتئد فلقد …سرقت يداك الحلم من طرفي
ابلغتني نبا وضعت به
جنبي علی انكی من الرضف
ويختتم الجراده بكائيته :
لو كان لي وانا الشجي اسی
لدفنت بين محاجري ( لطفي)
وبهذه القصيدة والمشاعر تنتفي اية كراهية او ضغينة بين الشاعرين العملاقين..يالهامن صورة شعرية مدهشة
تمنی الجراده لويدفن لطفي بين عينيه لوكان ذلك ممكنا انها ذروة الاخلاق والتسامح والوفاء اين نحن منهااليوم؟!!
لطفي وجراده اخصبا الساحة الشعرية وارتفعا بمستوی شعر الاغنية في
ثنائيتهما الاول مع احمد قاسم والثاني مع المرشدي رغم ان الاخير غنی
باقة اغان من كلمات لطفي بالحان مميزة مثل عرفت الحب .وودعت حبك وظبي من
شمسان. وهات يدك علی يدي واخي كبلوني..لكن الثنائية كانت بين المرشدي
والجراده ابتدات بأول اغنية يلحنها المرشدي في مسيرته الغنائية(هي وقفة
لي لست انسی ذكرها انا والحبيب)
شكلت بداية قوية ولاقت نجاحا ملفتا
عبرتكراربثها من الاذاعة اواخر الخمسينيات تلتها نصوص اخری وكلها
بالفصحی مثل : ياحبيبي اي عيد أي سعد.. وذات الخال واغان وطنية مثل :
يااخي في الاسی ياابن الجنوب..ماعدا اغنية واحدة لم تلتزم بشروط الفصحی وهي (شبابك ندي ريان) التي ذكر المرشدي لي في برنامج تلفزيوني اعددته وقدمته
في اربعينية الجراده اثر وفاته في اثيوبيا التي كان ملحقا ثفافيا بسفارتنا
فيها.وقال:
قال لي الجراده بعدمااذيعت الاغنية(الله يصيبك يامرشدي خليتنا اقول في الاغنية :(ونسقل كلام الناس) كان المفروض تكون:
ونترك كلام الناس.. فقال له المرشدي بالعكس كلمة نسقل بالعدني طلعت احلی!
اما ثنائية لطفي امان واحمد قاسم فليس لها مثيل في مسار الاغنية
الحديثة من حيث الخصوبة والتميز شعرا وغناء مثل: ياعيباه وتركتني..ومش
مصدق وراح الهوی وقالت لي ومش عيب عليك وصدقت كلام الناس.
احس انني لم اقل كل مابذاكرتي عن الراحل الكبيرفي ذكری وفاته الثامنة والأربعين.