- عبدالمجيد التركي
أريد أن أنام..
بداخل رأسي صوت يردد:
“في البوسنة أعداء الخير ذبحوا الإسلام”،
وكأنني المسؤول عن مجازر الصرب؟
أحتاج صوتاً يرشدني إلى جرة الذهب المدفونة في مخيلتي،
وسأتدبر أمر الفدية..
ربما أمنحهم عيناً كما فعل جدي..
بريق الجنيهات الذهبية منحه قوة زرقاء اليمامة
رغم عينه الوحيدة.
أخاف من الجن كثيراً،
سأقبل بخريطة الكنز بدلاً عن الصوت..
لست بحاجة إلى سماع عبارة: “رزقك دَعَاك”،
أصوات الجن مرعبة
ما زلت أتذكر ضوضاءهم حين سقطتُ في البئر،
تظاهرت بالغيبوبة
وأصابعهم الناعمة تتحسس وجهي كأنني كائن فضائي.
ربطت وسطي بالحبل ليسحبني أهل القرية،
الجن الذين يملأون البئر تحولوا إلى حمام بري..
قبل أن أصل إلى الأعلى
غمزت لي حمامة عوراء كانت ترضع طفلها..
تستطيع العين الواحدة أن تغمز،
عصبت عينيِّ كما لو أنني خارج للتو من مستشفى العيون
كما يعصب البخيل كلتا يديه.
كوابيسي كثيرة،
أسوأها اليد الثالثة التي تفرك شعري حين أضع عليه الشامبو
ثم تفتح نافذة الحمام وتطير كأنها حمامة.