- زين العابدين الضبيبي
ضمني يا صديقَ الليالي
ومقبرةً تتسمنُ بالسهدِ
والخيبةِ الدائمةْ.
ضمَّ رأسي وزمّل دمي وأنيني
بجمرٍ يضمدُ ما تركتهُ أصابعُ هذا
الشتاءِ على جسدي من جراحْ.
ضمني يا سريرَ الطفولةِ
في داخلي رعشةُ النائمين
بأرصفةِ الزمنِ الرأسمالي
جوعُ الرفاقِ الأهلةِ في السكنِ الجامعي
وما يتخثرُ من أدمعٍ
بعيونِ جنودٍ على الثكناتِ
ينامونَ أو لا ينامونَ
كم حلموا بعناقٍ
يرممُ ما حفرتهُ الليالي
بأرواحهمْ
من ندوبٍ
وكم سهروا بانتظارِ براقٍ
يطيرُ بهمْ لسريرِ الحبيبةِ
أين الحبيبةُ
أين السريرُ
وأين البراقُ
ورأسي…
وأين أنا أيها البردُ؟
يا خنجرَ الأفقِ في كوخِ كل غريبٍ
ويا غضب الأرضِ من نفسها
ومن المستعيذينَ منها بها
كيفَ تتركُ ريش النعامةِ
منتفشاً في القصورِ
وتقسو على بشرٍ في الجحورِ؟
استدرْ يا دبيبَ العذابِ
فأجسادنا هشةٌ
إن فتكتَ بها انحطمتْ
وانحطمتْ بداخلها
أنت يا سيدي
في المكانِ الخطأ