- نبيل سبيع
كنا ننام هكذا
بدون جهد
بمجرد أن تمتد أيدي أمهاتنا إلى الفوانيس
لتطفئها.
لم نكن بحاجة لضوء الفوانيس
لكي نتصالح مع الظلام
وننام بسلام
فقد كان لدينا على الدوام
ذلك الضوء الخافت والجميل
الذي كان ينبعث طوال الوقت
من قلوب أمهاتنا.
كان النوم صديقنا
لأنَّ اليقظة كانت صديقتنا أكثر.
كنا ننام ببساطة
وكأنَّ المسألة لا تتطلّب منا
أكثر من وجود الجفون.
ونستيقظ ببساطة أكبر
وكأنَّ الحياة لا تتطلّب منا
أكثر من وجود أمهاتنا.
كانت حياتنا هادئةً وخافتة
وكأنّها تحدث في السرِّ.
كانت جميلةً ورحيمة
وكأنَّها تحدث في قلوب أمهاتنا
بدلاً عن العالم.