- بغداد محمد
كـان يجب أن نلتقي منذ مدة طويلة ولكن لم يكـن قد آن الأوان، ها نـحن ذا في مكـان واحد، وبالأخص نحن في اللا مكـان معاً.
متي أصبحت بكل سهولة الشخص المخيف المروع الثائر في حياتي ؟ متي أصبحت
الشخص الوحيد الذي يلحق بي الاذيه ؟ متي أصبح وجودك شئ ما سوداوي لي ؟ متي
أصبحت هكذا ؟ وكيف ؟
نحن أصبحنا في أسوأ نقطة قد نصـل إليها معاً، نحن
في القاع !، نحن نتحسن للأسوأ، نتجـة لنـمر بكـل ما هو مُـر، نبحث عن
الآلام ونحصل عليها، أشخاص تخاف من السعادة وتبحث عن الحزن وتستمتع بالألم، أكتشفت مؤخراً أنك تحب ان تكُـون المجني عليّـه حتي وإن جعلت الشخص الذي أمامك اجبارياً يجني عليك إنما أنت .. فتستمتع !
ولكنك لا تفكر بي ..!! نحن معاً وأنت تؤذيني، أنت تحطـم فتات ما بقي مني،
أنت تعيش في قصتي دور الجاني لأول مرة، سيناريو مخيف، شئ ما مروع بك، شئ ما بائس منطفئ، أنت أناني لدرجة جعلتني هكذا، أنت مؤذي، رأيت علي يدك كل ما
هو سئ فقط، كل ما هو مؤلم، رأيت الخوف .. رأيت المـوت !
شئ ما يكاد يجعلني اختنق في كل مره تظهر فيها.
ولكن حقاً المروع هنا أن تكون أنت .. أنا !
” سكتت لبرهة واكملت ” .. من المخيف أيضاً أن تصبح روحي هكذا !
جعلتني محطمة، مخيفة، أخشي عليّ مني، أخشي من ظهورك رغم أننا نفس الشخص ولكنك مروع .. مروع حقاً، أصبحت كل مخاوفي !
ومن الهراء حقاً أن أخاف فقط مني ومن ذاتي وروحي، هذا هراء .. “وتصاعدت
منها الضحكات وتساقطت دموعها” سنقضي علي كل هذا الآن، علمت أنك تحب القتل
.. أنت قتلتني ولكني حتماً سأقتلك قبل أن تتمكن تماماً من قتلي، أنت تتبع
نظرية الموت البطيء، أنت تعتبرني من فئران تجاربك .. إنما انـا ؟ أنا من
سيحطمك وينهي أثرك.
ثم جرت بهرع وامسكت بالمسدس وصوبت تجاه عقلها .. وانتهي كل شئ ..!
كانت تحاول أن تقض علي الخوف فقضت علي نفسـها ..
كانت تتخلص من الألم، كانت تبحث عن السكينة والطمأنينة .. ها هي وجدتها.