- منال الهلالي
لم تكن أنت !
كانت يد الله تشدك إلى النور برغم الظاهر المكسور
لا لا لم تكن أنت وحدك..!
كانت عين الله تتوهج في عمقك فيعبر الضياء إلي أقاصيك بهدوء برغم الزفرات في جوفك وأنت لست تدري ماهيتها والأشياء في ظواهرها تزيد من تخبطك..
لا لم تكن وحدك أبدا..
كانت روح الله تنصت لك بكل تلك القوة الكونية اللا محاطة بقدرات عقلك الصغير
لم تكن مختلا
لا ولا متخبطا
ولا سطحيا كما أخبروك
وطعنوا في طريقة تفكيرك
لم تكن غبيا كما حاولوا تسريب الفكرة الي عمقك النقي
لم تكن خبيثا ولا صاحب الحركات الركيكة والمجترة كما حاولوا رسمك بريشتهم حسب تصوراتهم عنك..
لا لم تكن أنت ذاك الذي رسموه بعدما بعثروا صفاء ذهنك بسيل مريع من الكذبات الملونة….
لا ، لم تكن أنت..
كانت الوجوه المزدحمة والممتلئة بالسواد إنعكاسهم فقط على مراياك التي ظننتها من زمن لم تعد صالحة وأنت الذي فضل التواري وهجر الكثير …
فابتسم…
ثمة أبواب تحاصرك ظواهرها نقمة ولوعة وشقوة
وباطنها خير مؤجل لست تعلم ماهيته إلا كلما تلمست صدرك وأطمأننت بأن نبضك لا يزال لك وأن مرءآتك لا تزال تشع بنور وجهك الجميل فتلمس كل تفاصيله بسعادة وقد عرفته…
قم لا تجثو طويلا على ركبتيك مهما تعثرت ومهما بدت الألوان باهتة في عينيك شاحبة لناظريك
قم وانفض كل هذا الغبار وأرتشف من عبق الثوار الأحرار ما تشاء…
قم و افرد أجنحتك للريح وأضرب بها بقوة كعنقاء فزت من تحت أكوام الرماد والحرائق
قم كزنبقة فازت في حربها ونضالها وأزهرت برغم أكوام السبخ الخانقة.