- المدكر نعمان الزكري
رَوَىْ الصَّادِيْ الهَوَىْ لَولَا المَشَاقُّ..
و لَولَاهَا لَمَا كَانَ الفِرَاقُ..
ولَولَا النَّأيُ والتِّرحَالُ فِيهَا..
لَمَا عَشِقَ المُحِبِّينَ العِنَاقُ..
ولا كُتِبَتْ لِذِيْ الأشْوَاقِ لُقْيَا..
ولا شَمِلَ المَشُوقِينَ النِّطَاقُ..
فَقَد يَصفُو الزّمَانُ علَى خِلَافٍ..
وقد يُغشِيْ مَبَاهِجَهُ الوِفَاقُ..
وقد يُحنِيْ جِبَاهَ الدَّهرِ وَصلٌ..
ويَرفَعُ هَامَةَ الدُّنيَا الطَلَاقُ..
فَفِيْ بعَضِ الفِرَاقِ عَظِيمُ صِدقٍ..
ويُحقِرُ وَفرَةَ الوَصلِ النِّفَاقُ..
ألمْ تَرَ يانَدِيَّ العِشقِ مَاذَا..
جَنَاهُ علَى عَرَاقَتِهِ العِرَاقُ..
ألمْ تَرَ بَعثَهُ لَمَّا تَنَاهَىْ..
مَدىً كَالنَّخْلِ مَا اجتَرَحَ الرِّفَاقُ..
وأرضُ الجَنَّتَينِ كأرضِ لِيبَيا..
فلا جَمُّ انتِخَاءِ ولا خَلَاقُ..
ونَادَمَهَا الزَّمَانُ لِمَ استَحَالَتْ..
جَحِيمَاً كَيفَ جَانَبَها الدَّهَاقُ..
علَى أرضِ الحِجَازِ وأرضِ مِصِرٍ..
وفِي دَلْمُوْنِ مَا استَضَرَىْ الشِّقَاقُ
ومَاذَا ياتُرَاهُ مَصِيرُ نَجْدٍ..
وقد عُطِلَتَ كعَاهِلهَا النِّيَاقُ..
أليْسَتْ قَابَ زَلزَلَةٍ رُؤَاهَا..
وفِي أوْدَاجِهَا يَعوِيْ الخِنَاقُ..
تَمَعَّنْ يا نَدِيَّ العِشْقِ مَاذَا..
سيُحدِثُ بالأسَىْ الدَّمْعُ المُرَاقُ..
تَمَعَّنْ يا نَدِيَّ العِشقِ مَاذَا..
سَيَصنَعُ بالرَّدَىْ الجَفْنُ المُعَاقُ..
متَىْ يا وَعيَ ذَاتِيْ يَاهَوَاهَا..
يُثَورِجُ بالرُّؤَىْ الوَعيَ الزُّعَاقُ..
سَتَكْسِرُ هَالَةَ الرَّمِلِ المَرَايَا..
سَيَفلِقُ جَبْهَةَ الشَّمسِ المَحَاقُ..
سَتُؤرِنُ ضَحوَةَ العِشقِ المَطَايَا..
سَيُخرِسُ ضَجَةَ الزَّيفِ اللُّهَاقُ..
هِيَ الدُّنيَا هَوَىْ الأذرَىْ عليهَا..
ذَرَىْ الأهْوَىْ وأذرَاهَا الزٌُهَاقُ..
هِيَ الدُّنيَا ضُحَىْ الأكْدَىْ علَيهَا..
دُجَىْ الأندَىْ وأندَاهَا الحُبَاقُ..
ألَا جَلَّ المَصِيرُ وذَاتَ رَأْدٍ..
سَيَحمَدُ سَابِقَ الأمَدِ السِّبَاقُ..
وَوَقتَ فَدَاحَةِ البَرَكَاتِ فَصلَاً..
سَيُعظِمُ سَطَوَةَ العَرِمِ الرَّوَاقُ..