يا يمن السعيد
- محمد عبدالوهاب عبدالجبار الخراساني(القاضي)
لم أجد فيك ياوطني سوى حريةٌ مستلبه وحق مباحاً وجوعى يلتقطون بقايا الأطعمه
من براميل القمامه وهم قانعون راضون بحقارة عيشهم معتقدين أن هذا مقدر لهم منذ
الأزل. وقد ينالون من السحق لكرامتهم وحقوقهم وشرفهم النفسي ألواناً من الذل
والمهانة ولايتململون.
لم أجد فيك ياوطني سوى عصابات القتل والإجرام في المدن والقرى وفي كل
مكان تحصد البشر وتبث الرعب في نفوس النساء والأطفال تعمل جنباً إلى جنب مع مافية
الفساد والنهب الذي طال ثروات البلاد في كل المجالات
في الظاهر والباطن.
لم أجد فيك ياوطني سوى رجال دين يعملون سدنه في معابد السلطه وشيوخ
المال والاستغلال ينشرون ثقافة القرون الأولى يخدرون الشعب بالخرافات والشعوذات ويقتلون
فيه كل عرق ينبض بدم الحياة الكريمه فيستسلم لمن يسومونه الخسف وينهب من بين يديه
الرزق وماتفيض به الأرض عليه من خيرات وقتل الرغبة فيه بالحياة
.
لقدقتلنا الفقر ياوطني وأذلنا الجهل وأستعبدنا الطغاة قرون طويله ومن
أين للضعيف الذليل المستعبد المقهور الميتة روحه أن يرنو إلى الشمس ويحاكي هياج
البحر وقصف الرعود ودوي الصواعق. وليس لدينا ميلاً إلى الحق ومقاومة الطغاة
والنزوع إلى الحياة البشريه.
لم أجد فيك ياوطني سوى قيادات أحزاب ديكوريه تتاجر بأعضائها في باب
الرئاسة وأبواب السفارات فتحصل على مصالح شخصيه وتعيش في بحبوحة من العيش يحرسهم
العشرات من أعضاء حزبهم في ذهابهم وإيابهم ورفاقهم يلعقون الفقر وشضف العيش هم
وأطفالهم.
لم أجد فيك ياوطني سوى خداع الشعب والكذب عليه من قبل أجهزة الدوله
وقيادة الأحزاب والصحفيون والمثقفون الانتهازيون ودول الخليج والأوروبيون والأمريكان
ومجلس الأمن بأن اليمن ستحل كل مشاكلها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والمجتمع
المدني وحقوق الإنسان والحكم الرشيد وتوزيع الثروه ودولة النظام والقانون وحل
القضية الجنوبية ومشكلة صعده وكل مشاكل الشعب اليمني بما في ذلك الدوله الفدرالية
(نظام الأقاليم) كل هذه المشاكل المتراكمه عبر عشرات السنين ستحلها تنفيذ مخرجات
الحوار حتى ولو كانوا يملكون خاتم سليمان ولو قالوا لنا أن مخرجات الحوار سترسم
خارطة طريق لعمل مستقبلي يحتاج لعشرات السنين لتنفيذ هذه المخرجات وإذا لم يرافقها
صراعات مذهبيه ، طائفيه ، مناطقيه– وتقسيمها إلى دويلات تنفيذاً لمشروع الشرق الأوسط
الكبير لصدقناهم .
لم أجد فيك ياوطني سوى جنود المارنز والاستخبارات يحتلون الفنادق ، من
كل الجنسيات والطائرات بدون طيار تقتل المدنيين وتدك منازل الفقراء والمعدمين وسفراء
الدول الأقليميه والأوروبية والولايات المتحدة يعطون الأوامر لحكامنا وقادة
أحزابنا الديكوريه وهي ترتعد خوفاً من غضبهم متناسين مثلهم الأعلى قحطان وعدنان
والاعتزاز بمفاخر الجدود والأخلاق البدويه.
آه
… كم أشعر بالذل والخزي ياوطني وأنا أشاهد حكامك يطوفون بلدان الجوار والعالم
يستعطفونهم بالله والرسول وموسى وعيسى أن يمدوا يد العون والصدقه لإنقاذ شعبنا من
الجوع والانهيار وهم ينهبون مئات الملايين من خزينة الدوله ولا يخجلون. وكم أشعر
بالعار ياوطني وأنا أشاهد الكثير من الذين يتصدقون علينا يتهربون من لقاء مسؤولينا
لأنهم يعرفون أن كل لقاء هو مسرحية حزينة للشحته فقط.
وآه عليك ياوطني يايمن السعيد