- د. عبدالعزيز علوان
مررت بيفرس هذا الفجر المستيقظ فِيّ
ألقيت سلامي
ولجت الصحن
أوقفني المتأمل في قوت المعنى
أشار إلي
أنت الآن بعيدًا حتى قربك منك
وقريبًا حتى بُعدك عنك
فلنصعد جبل التأويل
صعدت وصاحب يفرس
يأخذ بيدي
أوقفني في الذروة قال انظر
نظرت
نظرت
غيبني عني الأفق
قال بصوت مسموع
جل عظيم الشأن
هل يدرك من في الدرك الأسفل
من هذي الدنيا
معنى القمة بالاخلاق الحسنى
ولذائذ أشواق الحق
وهدايات الكلمةْ
أمعنت كثيرًا في الصمت
المتأمل في وسع الكون
قلت له زدني
قال الزاد لا يدركه إلا الخالق
قلت
ما بال الانسان القاصي عنه
والداني من غيه؟
قال هي النار لا تشبع بطن الحاكم
ولا تسمن خلايا العسكر
والقادة …
قلت له رأيت الأمس
هوى يهوي
ومنابر تستفحش بالقول
وفنادق من تخمه
قال فتنة هذي الدنيا
نعيم الحاكم والمستفحش بالقول
المستقوي بالجبن
المستكبر بالضعف
المتعالي بالنقص
والمترنجس بسين السبي
وجيم المتعه
قلت
ما عاد الناس سواسيه؟
قال
من عجل خلق الإنسان ومن طمع
جُبلت نفسه الأمارة بالسوء
وجاء الحاكم إثر الحاكم
فما أوجس هذا
خوفًا من أوجاع الناس
وما أخذ التالي العبرة ممن سبقه
قلت له
ياصاحب يفرس زدني من هذا القول
قال الحكمة في الرؤية تجلو القلب
الرؤية زاد الخطوة في الأفق الممتد
الأفق ينابيع النور
النور أسمى الأسماء النجوى
والنجوى فاتحة المسك
بدء ختام العشق
والعشق أن تلق روحك فيك تسكر بالصحو
وتثمل في غيبوبته الدنيا والقصوى
زد قلبي ياصاحب هذا المبنى والمعنى سقيًا
قال يبنبوع قصيدك فيك
هي القلق اليومي بين ثراك الأرضي
وثرياك الأسمى
وهي التعب المتبعثر بين البين
الخوف الدائم منك عليك
أسرار صباحك في الانداء
وضياء مسائك إذ تتصدره الغمةْ
- تعز 30/1/25