- عمار الزريقي
سـلامٌ عـلى “نـيرونَ” يـا صاحبي.. فقدْ
أصــابَ وأخـطـأنا.. بـمـا قــالَ واعـتقدْ!
وكــان يــرى مــن حـيـثُ تـعمى عـيوننا
ويـلـقى الــذي نـلـقى.. ولـكـنه الـحـسدْ!
وكـنـا جـنـودًا.. فــي الـتـفاصيلِ نـلتقي
عـلى شـرعِ “نابليونَ” أو “سورةِ المسدْ”
نَــقُــدّ الـمـعـانـي مــــن عــبـاءات أمِّــهـا
ونــحـفـظُ أســمــاءَ الـنـفـايـاتِ بـالـعـددْ
ولــو قــاد “ديــكُ الـجنِّ” شـعبًا مـسلحًا
لــمــا شــهـد الـصـعـلوك إلا بــمـا وجـــد
وخـــاض انـتـخـابا واحــدا يـنـتهي بــه
زعـيـمـًا لأذنـــاب الـطـواويـس .. لـلأبـد
وعـــيــن جــيــفـارا ســفــيـرا مــفـوضـا
لــدى مـلـك الأنـبـار أو فــي بـنـي أســد
وأوحــى لــذي الـقـرنين: خـذ بـندقيتي
وعُدْ لاحـتراف الـصيد والـجوع يـا ولد!
ولـــمـــا تــآلــفـنـا لإيـــــلافِ” حـــاشــدٍ”
فُـجِعنا وفـوجئنا بـما صـار فـي “صـفد”
وعــدنـا نُـغَـطِّـي عـــورةً فـــي رؤوسِـنـا
وعادت خيولُ الرومِ تعدو على “الجند”
لــنــا نــصــفُ عــقـلٍ بـالـبـياداتِ عــالـقٌ
وأهــواؤنــا تــهـوى يـــدَ الـقـاتـلِ الألـــد
وكــنــا نُــرَجّــى ســابـقـاً.. غــيــر أنــنــا
خُـدعِـنـا بـمـا قـلـناه فــي ذلــك الـصـدد
وهـــذا الـــذي نـلـقـاهُ هـــل نَـسـتَـحِقّهُ؟
وهل يكشفُ الباهوتُ عن شحة المدد؟!
مــن الـشـعر بـيتٌ واحـدٌ.. هـل أزيـدكم
لـتـنـتخبوا الأقــوى إمـامـاً بــلا سـنَـد؟!
ولــمــا تـلاقـيـنـا عــلــى غــيــر مــوعــدٍ
كـذَبـنـا وصـدّقـنـا ولـــم يـعـترضْ أحــد
وقــمــنـا ســراعًــا واشـتـريـنـا عــمـامـةً
وشــيــخًـا صـنـاعـيًـا بــــلا أي مُـعـتـقـد
فــلا أفـلـح الإخـوان مـن خـارجِ الـمدى
ولا انـتـصر الأعــداءُ مــن داخــل الـبـلد
لـقد نِـلْتَ يـا “غـمدانُ” قـسطُا من الأذى
ومِــــتّ ولــــم تــظـفـرْ بـنـفّـاثةِ الـعُـقـد
تـفـضّلْ إلــى “الـسـبعين” واقـرأ جـيوبَهُ
وأخـــرِجْ لــنـا عِـجـلا لــه هـيـئةُ الأســد
فــقـد تـغـضـبُ الـتـيـجانُ مــنـا بــشـدّةٍ
إذا خـــرجَ الأمــواتَ عــن جــادةِ الـنـكد
وقـــد يـنـصـفُ الـقـانون لـصًـا مُـحَـصّنًا
وقــد يـصـبحُ الـجـاني عـميدًا بـلا عـمد
ويُــدعـى حـكـيمًا مــن يــداوي صـوابَـهُ
لـكـي يـبـعثَ الـطـاعونَ والـسلّ والـرمد
وقــد تـطـبخُ الـفـوضى نـظـامًا مُـقـدّسًا
ونـهـجًـا حـداثـيّـاً لإصـــلاح مـــا فــسـد
ومـــن لــم يَـمُـتْ بـالـنارِ مــاتَ بـجـوعِه
تــعــدّدتِ الأســبـابُ.. والـقـاتـلُ انــفـرد
ويـهـذي عـبـيدُ الـقرش.. هـاتوا نـصيبنا
ويــفـرحُ مـغـبـونٌ بــمـا جَـــدّ واسـتـجد
ويــنـكـرُ ضــــوء أنّــــهُ شـــارعُ الــهُـدى
ويـصـرخُ خـفاشٌ، عـلى الـريق: يُـعْتَمَد!