- كتب: محمد علي اللوزي
أحتجت أمريكا وهددت وتوعدت عندما أستبدلت عملة مائة ريال الورقية بالمعدنية.
وأجتمع الاتحاد الأوروبي وأصدر بيانا بهذا الشأن، وقامت الدنيا ولم تقعد من ضرب عملة مائة ريال، وكأن الاقتصاد العالمي سينهار، أو أن فئة المئة الريال هي عملة مجموعة (بريكس) التي سيتم تداولها وستنال من هيمنة الدولار.
أمر يحير اللبيب، ماهذا الاهتمام الذي يوليه الغرب وينافح من أجل بقاء العملة الرثة والتالفة لتظل هي المتداول؟! ولنبقى في حالة حصار لانتقدم خطوة واحدة.
الغرب الذي أشعلها ثورة غير مسبوقة، لأن بلادنا انتقلت من العملة الورقية إلى المعدنية، وهي الفئة الأدنى في التداول، جعلنا نقلب أخماسا وأسداسا. ونسأل: هل فعلًا صرنا نشكل خطرًا على الاقتصاد الأوروأمريكي؟ ومالذي دفعهم إلى هذا الحرص حد الهذيان؟
الواقع أن الغرب صار يعيش سياسة مأزومة منفعلة، غير قادر على مداراة أوجاعه. ربما يرى أن خروج اليمن عن بيت الطاعة من جغراسياسية خطيرة لها تداعياتها التي قد تصل إلى أنفراط العقد، فتتبعها دولا لاتكترث بالهيمنة الغربية. فتخسر حضورها ومصالحها الاقتصادية كما حدث مؤخرًا لفرنسا في أفريقيا. لعل هذا أحد الأسباب.
إن اليمن المتسيد على باب المندب، قد يلحق أفدح الضرر بمصالح الغرب الاقتصادية. لذلك يجري تهويل كبير لماقد يسبب سك عملة معدنية من انهيار لاقتصاد بلادنا، وكأننا كنا نعيش حالة رخاء لاتوصف، ولم نكن نعاني من حصار كاد أن يصل بنا ألى حد الموت.
الأورو أمريكي يرى اليمن اليوم فاعلة وقوية وقادرة على إيذاء مصالحه الاقتصادية، ويدرك أن انفلاتها من بين يديه إنما هو تكوين تحالفات مقلقة جدًا مع دول مثل روسيا والصين.
في كل الأحوال ماكان الغرب ليكترث حتى لو حل الدمار كله على اليمن، طالما بقيت الدولة تحت هيمنته وفي كنف رعايته بفتات من المساعدات السيئة التي يتخلص منها كنفاية للشعوب المغلوبة على أمرها.
لقد ذهبت أوروبا كلها لإصدار بيان وحركت مرتزقة ومرتهنين ليولولو ويتباكون على الاقتصاد اليمني المعرض للإنهيار بفعل التحول من عملة ورقية الى معدنية. وصار الشراح والمحللون الاقتصاديون والكتبة المأجورون يفتعلون قضايا وهمية ويحذرون من قادم مفجع.
كل هذه الحملة المسعورة عن الاقتصاد اليمني ليس سوى تعبير عن قلق الغرب الأورو أمريكي من أن تفلت اليمن من بين يديه، وتصير بقوتها التي أكدتها وقائع حرب البحر الأحمر معادية لمصالحه، ليخسر حضوره في منطقة مهمة اقتصاديا وتشكل دعمًا قويًا له، وسندًا غير عادي في ابقاء الدولار الأمريكي العملة الأولى في العالم، بفعل البترول الخليجي الذي قد يتعرض لحالة اشتعال في أي وقت إذا ما بقيت حالة الحصار الاقتصادي على اليمن. عمومًا مايجعلنا نثق في أن الغرب سعاره ارتفع من مائة ريال يمني كتعبير عن وجع وهزيمة يعيشها. هو هذا الذي نراه اليوم في ابسط إجراء اقتصادي. فماذا لو حدث و دخلت اليمن (بريكس) مالذب سيكون عليه حال الأورو أمريكي؟!.