- بسام المسعودي
أُوقظ قلبي
منتصف كل ليلة
فيتصاعد نعاسُه نحو السماء
ثم تضج هالات الفجر من أكف مناجاتي لله
أواعد بها زمنًا قلَّ فيه
من يحفظ الوعد
أراهن بالنبض
على نومي الهالك وصفير صدري كي أُلقي في غياهب النسيان ذاكرتي
أُقرض يد الانطفاء مشيئة
أصبر على حرائق يدي
فلا أصافح بها أحدًا
ثم
أنام قبل غاشية الصفعة.
عقلي مزدحم بالأسماء والقروض الحسنة
مجنونًا صرتُ في أزقة الحيرة،
مزدحمًا بالأباطيل الموروثة
داخل خارطة جسدي
أتساءل:
كم تدلت خلفي مساوئ الأصدقاء والحبيبات؟
كم ترامت أطرافي على حدود الليل وعلى مشارف الفجر
وفي قيعان أفكاري البعيدة؟.
يمشي البرد في جراب جسدي
كلص في حقل الذرة ومغارس القات
يتسلل مائي النقي مثل فص ملح ويذوب
لكني ندفة جسد على قارعة الحياة،
أطرق أبواب السماء
دون أن أعلم ما حاجتي لرب العرش
وما الذي يبقيني بعيدًا عن منازل المحتاجين
وأنا أول من طوق نفسه بالحاجة للدفء.
أتوكأ حُزني
فأهش به قطيع الأفراح المتهالكة
في قوافل العمر،
أعرف أن
المركبات ما غابت إلا لأعرف كم محطة
توقفت عندها
غاب منتظروني
وأولئك الذين يحملون قيامتهم بأياديهم،
غاب عني
أشباهي الأربعون
وأهلي الحزانى.
أتجشأ الليل ثم أُريقُ في أحواض الحسناوات
مياهي،
أُنُصِّت لقذائف الحرب بذهن بارد
وأُعَلِّم بصيرتي خرافة الانفجارات والقصائد،
صرتُ عابثاً بالوردة
مُدركاً أن آخر من سقاها امرأةٌ صبّت في أصيصها
ملح العينين
ثم تخلت عن رجل
واعدها تحت نزق عطرها وفوق
خمار رائحتها
ثم أنجبا حُبًّا كسيحًا
وتركا السنين التي بينهما في كنف الذبول.
الزقاق الواصل بداري والخالي من خطواتي ممزوجًا
بأحذية المتسكعين
وقُطاع الطُرق
وقلبي الشارد أشدّ حاجة لعبور آمن
إلى صدري المتكشف
أمام هراوات المتقطعين
وسُراق الأفئدة،
قلبي بلا قبيلة أو حبيبة
ولا يعرف إلا حشود الوهم وكوابيس الحب.
صرتُ باردًا، نقيًا، وصالحًا للشرب
لستُ ماءً أو غيثاً
لكنّني
ورطة السراب في طريق العطش.
خوفي إرث أمي بكل شجاعة،
له قاع لا تتحسسه يدي
إلا لتكنس رياحه
بِمداد الكلمات.