- عبده منصور المحمودي
طيلةَ البارحةِ
لم يجدْ في مزرعةِ اليائسينَ
سُنْبُلَةً يحاورُ بها
نملَ المجاعةِ في أجسامِ أطفالهِ.
لم يجدْ ما يعيد بهِ
ـ إلى السيرة الأولى ـ
هياكلَ رؤوسهم الثابتةَ
حيثُ كان يُنْضِجُ زرعُ القمحِ أثمارهُ.
ارتداهُ الضحى
نحو مقَرِّ إغاثتهم،
لم يجدْ في فصولِ المجاعةِ،
سوى نصفِ كيسٍ من كرامتهِ،
ومن ماءِ وجههِ
لم يجد سوى قنينةٍ واحدة.
غادر ساحةَ التَّسَوُّلِ الأممي،
حاملًا أسماءَ فَقْرِهِ في شوالةٍ،
ستنفدُ
قبل الوصولِ إلى موعده التالي،
قبل الانتظام في طابورٍ جديدٍ،
من صباحاتِ الإغاثةِ
صاخبةٌ فيها إذاعةُ السلالِ الغذائيةِ،
منهكةٌ ساحاتُها بالتسَوّلِ،
وصفوفِ المجاعةِ المرهَقة.