- طه الجند
كانت أمي تضعه في صندوق أكبر منه
وتضع الصندوق في الزوه الغدر تحت السرير..
لا يفتح إلا عندما يكون هناك خلاف على حد
هكذا يحضر أخي علي يخرج العُصب المربطة بخيط
ويقرأ بطريقة متقطعة المكتوب عليها
هناك فصول ومقاسم ومسودات
وأوراق نذر ووقف وشراء
أغلب هذه الحجج في ورق لبني جميل
ومطوي بإتقان
تعود بعض هذه البصاير لبيت زيد
أقدم سكان القرية الذي كانت
جدتي غالية زيد آخر فرد منهم
هناك فصول ترجع إلى زمن صلاح الجند
قبل أربعة قرون
كنت أجلس جنب أخي علي وأتعجب من الخط والألفاظ
وأحاول إستعادة ذلك الزمن واشكال الناس
وأمي تضوي بالفانوس وتحلم بعودة الشِّعب
الذي كان معنا أيام أبي وتقول: إنه ما يحتاج إلا موقف واحد عند الحاكم المشرع
بقيت أواعد أمي مرت السنيين وهي تنتظر
رحمك الله يا أمي وعوضك حقول خضراء
في الجنة.
- من كتاب “دخان القرى”