- حسان الأهدل
الرصيف
اسمٌ واحدٌ لألف شعورٍ ومعنى.
الرصيف.. قلبُ العاطفة
وطنٌ حقيقيٌ عادلٌ
يُرحب بالجميع بلا عنصرية
يحتضن ساكنيه بكل حُبّ
يحضن دمعهم.. شكواهم.. همومهم
وأحلامهم البسيطة.
يسهر لأنينهم
ويبكي معهم إن اشتد برد الشارع.
الرصيف.. موطن العقلاء المنسيين،
من فقدوا الأمل وأُنكِرت حقوقهم
موطن الجميع حين تضيق الحياة والوطن
كم لجئنا إليه فاحتوانا بعطفٍ
رافق لحظاتنا البائسة
ضحكنا ولم يبتسم معنا سوى الرصيف
شَربَ الشاي الثقيل معنا
ولم ينعس تلك الليلة حين تركناه وذهبنا
لم يتضجر من كثرة سجائرنا
التي استهلكناها ذات قهرٍ وندم.
الرصيف.. مخلوق حنون
صبور أكثر من الصبر ذاته.
محبٌ للأغان الحزينة
ومرور العُشاق وضحكاتهم.
مَن ذا لم يحتاج الرصيف يومًا؟
لولا الرصيف لانتحر الكثيرين؛
خوفًا ألا يجد من يحتويه.
في الرصيف..
دكاكين الفقراء
مكتبات رخيصة الثمن
اسماء العابرين والمخبرين
قراطيس أهملها الجميع
وأحذية تقطعت وملابس رثة تائهة ورماد الصور وقصاصات الرسائل الغرامية وأعقاب السجائر وأصوات الذكريات الباقية المنسية وأحلامنا اليتيمة وندوب أوجاعنا
وأملاح الدموع.
الرصيف..
مجتمع من دُفنت مواهبه
وصار يهذي بكل تفاصيلها
مطمئنا له واثقًا أنه سيفهم كل حرفٍ يقله.
الرصيف..
شعور أوجاعنا
وفكرة أكبر من الدول!