- كتب: عبدالحكيم الفقيه
الورقة الثامنة
أكتسبت المذكرات جنسها الأدبي المستقل بجدارة بعد أن أثبتت أنها شكل أدبي مقروء وله جمهوره الواسع، ورغم قدمه إلا أنه في القرون الأخيرة سطع نجمه وصار مزاحما بين الأشكال الأدبية بل يتفوق على البعض في لحظات ما. وقد لمع وازدهر في البلدان المؤمنة بالحريات لأن المذكرات تتطلب حرية القول والبوح والاعتراف وتتراجع المذكرات في بلداننا العربية حيث بحسب الكاتب ألف حساب للكلمة بسبب الرقابة الذاتية والرقابة الخارجية وتابوهات المجتمع التي ما أنزل الله بها من سلطان.
والمذكرات هتك سردي علني للمستور وغير المنطوق وتتطلب شجاعة وابداعا لا يأبه لردة الفعل والعواقب. والمذكرات اسهام ذاتي في تشكيل هوية مجتمعية وتسليط الأضواء على حقبة حياة لا يمكن اغفالها او الجحود بها، فالمذكرات ترجمة الحياة الى حبر يدون تلك الزاوية من زوايا حياة الكاتب.
وتعد المذكرات في منطقتنا العربية انتقائية التفاصيل بسبب عدم إدراج الأحداث التي تسبب المتاعب لتعارضها مع الثالوث الرهيب للتابوهات المحكمة القبضة على حياتنا.
تتبع الورقة التاسعة.