- كتب: عبدالحكيم الفقيه
الورقة السابعة
لهيكلية وتركيب المذكرات هناك ثلاثة أنماط : المستقيم والمؤطر والهادف.
فيما يتعلق بالتركيب المستقيم فهو أن يبدأ سرد المذكرات حسب تسلسل في الاحداث من نقطة الى نقطة تالية تعقبها في الحدوث وهي الهيكلية المألوفة في السرد وكتابة السير.
أما فيما يتعلق بالتركيب المؤطر فهو اسلوب معقد وحديث حيث تتداخل الطريقة السردية بطريقة أحلام وفلاشات وخط دائري لا يراعي فيه التواتر والترتيب فكلما طرأت فكرة تم تناولها فقد تأتي حادثة نهائية في بدء أو وسط السرد وهكذا..
أما فيما يتعلق التركيب الهادف فيقوم السارد بوضع ثيمة ومغزى وقضية فكرية في حدث يناسبها من تجربته الواقعية ويكون التركيز على الفكرة وقد يتطلب حبكة متقاطعة ومقطعة وتبقى الأفكار كأحجار الزوايا التي يستخدمها البناء لسلامة ودقة المدماك.
من الجدير ذكره هو أن المذكرات لم تعد حكرا على النخب واصحاب التجارب الأدبية الكبيرة بل مع انتشار المطابع ودور النشر والأثير الرقمي والالكتروني صارت متاحة للجميع فبإمكان المرء تدوين مذكراته وتجاربه ليقدم ويبرز دوره في هذي الحياة حيث لكل انسان دور وبصمة ذاتية تميزه عن الآخرين.
المذكرات أقوال وأفعال تدون بحياد وصدق في شتى المجالات، عمودها الفقري السرد وشحمها ولحمها اللغة حيث تعد المذكرات كائنا حيا يعيش بيننا وبنا.
تتبع الورقة الثامنة.