- كتب: فكري قاسم
ضمار الشاعر في الحياة اليمنية مجرد كلمات ومشاعر وأحاسيس..
وكلها في المجمل العام أشياء لا تؤكل عيش ولا تحميه حتى من مهانات الحاجة ولا من عثرات الدهر.
الشعر والفنون والآداب في هذي البلاد بشكل عام بضاعة تالفة..
لا سوق لها ولا مستقبل؛ مهما بلغ صاحبها من شهرة ومن مكانة كبيرة.
والتاجر في بلادنا؛ هو في الغالب حصالة نقود وآلة حاسبة تعرف الأرقام وحسابات الربح والخسارة فقط؛ ولا يعنيها الشعر ولا تعنيها المشاعر !.
أو هذا هو الإنطباع السائد في المخيلة الشعبية اليمنية عن ثنائية الشعر والمال.
وهذا هو “الأستاذ أحمد الجابري
الشاعر الغنائي الكبير؛ كما هو في الصورة؛ مريض ومتعثر؛ بينما كلمات أغانيه الجميلة؛ العاطفية والوطنية معا، عاجزة تماما عن إسناده في كل المحن التي مر بها وهو طريح الفراش !.
وذلك الذي إلى جواره في الصورة هو الحاج عبدالواسع هائل سعيد.. التاجر ورجل الأعمال الإنسان الذي يضع الآلة الحاسبة على جنب تماما في حسبة الإنسانية؛ ويمنح الأرقام في رصيد عائلة الحاج المرحوم “هائل سعيد” مشاعر ونبل وطيبة أصيلة هي في الأساس من أركان وقواعد ضمار هذا البيت التجاري العريق.