- أحمد السلامي
مثلما تاجر بانحيازه لصف الجماعة المؤمنة التي صنعت منه نجما وصدرته كمتحدث باسمها، قرر أن يرتدي (كوت) الإلحاد مستمتعا بإثارة فزع الناس لقدرته على الطعن في دينهم وفي وجود خالق، للكون، وراح يتفنن في التسبب بالأذى النفسي لمؤمنين بسطاء، يفجع قلوبهم ويزلزل أرواحهم أن يجدوا من يخبرهم أن الجنة التي يأملون أن تكون في انتظارهم ليست سوى ميثولوجيا من صنع البشر .
وجد في هذ المدخل المستفز ما يحقق له شغفه بالبقاء في دائرة الضوء بعد أن استنفد كل حيله، إذ لم يعد الحديث في السياسة يجذب الأنظار إليه، بينما عثر في هوايته الجديدة على ما يخلق حوله هالة زائفة، وتصور الشجاع الذي يواجه كتائب من المؤمنين يصفونه بالمرتد.
أمضى معظم وقته بين جمع تهديداتهم وتوثيقها، وبين مواصلة إعلان إلحاده والسخرية من كل الأديان، وكلما ارتفعت أعداد الغاضبين فرك يديه محتفلا، وقرر مواصلة التسلق على أكتاف حرية يزعمها، وهو مدع ومتقمص شخصيات. موهبته الوحيدة تكمن في ارتداء الأفكار والبحث عن حضور بأي ثمن.
همس له أحدهم: الإلحاد بحاجة إلى علم وإلى رأس وفكر .
فقال: أقسم لك بالله أنني ملحد ..





