- كتب: عبدالحكيم الفقيه
الورقة الخامسة عشرة
كل رواية تحتوي على شخوص يصنعون الأحداث ويمثلون الصراع في حبكة الرواية، وفي بعض الروايات طابور طويل من الشخصيات الرئيسية والثانوية، وبعض الروايات تحتوي على شخصيات قليلة وخصوصا تلك الروايات التي يكون الصراع فيها بين الإنسان ومظاهر الطبيعة وكل حدث يتوج قوتين؛ قوة الخير ويمثلها بطل أو بطلة الرواية وقوة الشر ويمثلها المجرم أو منتهكو القوانين، وفي الرواية يتم وصف الشخصية من حيث مظهرها الخارجي وسماتها الجسدية وكذلك التعمق في بواطنها السيكولوجية كالغضب والقلق والانفعالات وتقلبات المزاج والاضطرابات الفكرية واللغوية، وتتعمق الرواية في نقل كلام ولغة الشخصية من حيث سمات أسلوبها في التحدث وعباراتها الخاصة والمكررة. وكذلك تقديم الأحداث العامة التي تصنعها وتشارك فيها الشخصية، وتقدم الرواية وصفا او مشاهدا حيوية لابراز أفكار الشخصية ومشاعرها وانفعالاتها وكذلك افكار وتصرفات وآراء وردود أفعال الشخصيات نحو بعضها البعض وخصوصا الشخصيات الرئيسية التي تتقدم واجهة الأحداث والصراع.
وهناك أنماط عامة للشخصيات الروائية ومنها: الشخصية المتقلبة التي تعرض الرواية العديد من جوانبها الشخصية المختلفة وهي تختلف تماما من ظهورها في تمهيد الرواية عن ظهورها في ختام الرواية، والشخصية الثابتة تقدم الرواية مختصرات عنها من حيث الجانب النفسي وهي أحادية الجانب ولا يوجد وصف كاف عنها.
وشخصية البطل وهي محور إرتكاز الرواية فالرواية والأحداث تدور حولها.. ثم شخصية الشرير والمجرم الذي لا ينال تعاطف القراء وهي التي تخوض الصراع ضد البطل.
والشخصية الاستاتيكية الساكنة وهي التي لا تتغير ولا تنمو ولا تتطور من بداية الرواية حتى منهاها، وهناك الشخصية الديناميكية الحيوية المتغيرة وهي التي تنمو وتتطور مع تطور أحداث الرواية.
وهناك الشخصية المباشرة التي يخبرنا المؤلف او الراوي عنها بشكل مباشر..
وهناك الشخصية الغير مباشرة التي يعطينا المؤلف تلميحات واشارات عنها ونستنبطها استنباطا.
***
تتبع غدا الورقة السادسة عشرة.