- كتب: عبدالحكيم الفقيه
الورقة الرابعة عشرة
تعد الحبكة هي الوتد الذي تستند عليه خيمة الرواية وهي عمودها الفقري وترتبط بها بقية العناصر والحبكة هي سير الأحداث ولب وقصة الرواية وهي تتأسس مع مجرى الأحداث منذ البدء حتى حل العقدة وانفراج وتيرة القلق وظهور الحل الذي يعبر عن نهاية الرواية ولقد كانت الحبكة تتخذ الشكل التقليدي من تطور الأحداث خطيا وزمنيا من الأقدم إلى الأحدث، ودرجت العادة أن تطور الانفعال يتخذ شكلا هرميا حيث يصل التوتر والقلق والتأثير إلى القمة ثم يبدأ في الهبوط.
ولقد أحدثت الروايات تغييرات في حبكة الرواية واندماغها مع التركيبات اللغوية والأسلوب فتفسخت الحبكة في بعض الروايات وظهر التقطيع والفلاش باك وتداعي الخواطر واتخاذ التشويق مناح جديدة؟ والرواية قد تحتوي على قصة أساسية وقصص مصغرة فيكون لها حبكة أساسية وحبكات فرعية، والحبكة تتطلب الربط بين الأحداث والقصص والشخوص الذين يديرون الصراع سواء أكان صراعا خارجيا بين الشخصيات او بين الشخصيات ومظاهر الطبيعة أو داخليا بين متناقضات الشخصية والحبكة تحتوي على دراماتيكية الأحداث.
والجير بالذكر أن الحبكة لا تكتفي بسرد الأحداث ولكن السببية عنصر هام وركن من أركان الحبكة فكل حدث يتسبب في حدث مسرود وهلم جرا، والحبكة حبكة تقليدية ترتبط بتسلسل الأحداث وحبكة حديثة تعتمد على الكشف والومضات من الشخصيات كأنها تفك طلاسم أو الغاز، والحبكة مغلقة النهاية وهناك حبكة مفتوحة النهاية تترك القاريء يفكر بعد القراءة عن مصير شخص ما أو مشكلة ما، وتتطلب الحبكة من القاريء ذاكرة وذكاء وانغماس إيجابي في تأويل الأحداث.
***
تتبع غدا الورقة الخامسة عشرة.