- كتب: عبدالحكيم الفقيه
الورقة العاشرة
الرواية سرد، والسرد يتطلب ساردا ومسرودا ومسرودا له.. السارد قد يكون مشاركا، وقد يكون مراقبا دون تدخل، وقد يكون متعددا بتعدد قصص الحبكة، والمسرود هو الاحداث والصراع بين الشخصيات، والمسرود له هو المتلقي الذي أوصلته احدى مدارس النقد الحديث الى أن يكون صاحب الدور الأساسي المنافس للروائي.
في الرواية حرية واسعة للروائي في حبكة روايته وفي تلقين افكاره لشخوصه التي تتحرك كأنها مستقلة عن الروائي وتلوح كأنها واقع معاش يعطيها القارئ اماكن واشخاص من خياله حسب كهفه الأفلاطوني الذي ينظر منه للكون والعوالم والأنام.
وتختلف الرواية عن الشعر في أنهما يشتركان في الخيال إلا أنها واقعية تخلو من التجريد، وتختلف عن السيرة في أنها خيالية، وتختلف عن القصة القصيرة في أنها طويلة وفيها دقة وسعة الوصف والتفاصيل، وهي امتداد للملاحم الا انها نثرية، وتختلف عن النوفيلا كونها اكثر من مائة صفحة حسب معيار الأجناس الأدبية الحديث.
ومن الجدير بالذكر أن الروائي إنسان مبدع، مطلع، غزير الخيال، مدرك لأمور الحياة، متابع للأحداث السياسية والاقتصادية والتحولات الاجتماعية والأنماط النفسية للبشر، ويكون له رؤية وموقف، ويتسم الروائي بخصال خاصة منها على سبيل المثال: الاطلاع الواسع على الرواية وتاريخها وانماطها ومظاهر التجديد فيها، قراءة الروايات المتاحة للاطلاع على تجارب الآخرين، امتلاك مخزن معرفي للسرد وانماطه والسير الشعبية، موقف مما دار ويدور، الاطلاع على التاريخ وعلم النفس وعلم الاجتماع وامتلاك معرفة كافية عن الانثروبولوجيا والجغرافيا والخيال العلمي ومستجدات العلم، وامتلاك المهارات التالية: الثقافة الموسوعية، السلامة اللغوية، الابتكار والخيال والتجديد، التركيز والدقة، اثارة المشاعر ،بذل الجهد والصبر والمثابرة، والدربة والمراس.
غدا تتبع الورقة الحادية عشرة.