- كتب: عبدالحكيم الفقيه
الورقة السابعة
الرواية من أبدع فنون النثر الأدبي ويتخللها الشعر من بين السطور وخصوصا روايات الواقعية السحرية، حيث يتجلى تصوير المواقف والأمكنة والأحداث بصورة بديعة وبلغة عذبة وكأن الشعر يتسرب من بين أنامل الروائي. الرواية فن العصر والحياة وهي اضافة فنية لهذا الكون وتخيل حياة تضاف لهذي الحياة التي تلهم بواقعها الروائي ليتخيل اضافات هادفة للاحداث اليومية العامة ويسلط الضوء على الهوامش المخفية.
الروائي يؤطر الحياة والقاريء يتخيلها والعلاقة بينهما -أي الروائي والقاريء- كالعلاقة بين الساحر والمسحور، ويرتبط الروائي بالقاريء منذ البدء فالقاريء يتابع مسار تطور الشخصيات والاحداث ويفلح الروائي في تحديد الأرضية التي تتحرك فيها الشخوص لتسهل عملية قراءة العمل الروائي من قبل القراء، والروائي يخاطب جموع القراء الذين يدخلون عملية القراءة كل بحسب بغيته فمنهم من يبحث عن التشويق, ومنهم من يبحث عن الاستمتاع والتسلية، ومنهم من يمتلك القدرة التحليلية والتقيمية، ومنهم من يقرأ بفحص وتدقيق، فحسب مستويات القراء يتم التعامل القرائي مع الرواية. والكاتب يحضره القاريء في كافة منعطفات كتابة الرواية.
الرواية جهد ابداعي مكثف يستغرق وقتا طويلا للكتابة وللروائيين طقوس خاصة للكتابة حيث يتفرغون لها مبتعدين كل البعد عن الالتزامات والقلق اليومي فبعضهم يغادر منطقته لمنطقة أخرى، وبعضهم يهجر منزله ويستأجر غرفة في فندق، ومنهم من يتفرغ لها بوقت يومي محدد كأنها التزامات طقس عبادة، وبعضهم يستمر طويلا فمنهم من يستغرق شهورا ومنهم من يستغرق أعواما، والدربة والمراس عامل مهم في الكتابة الروائية.
****
تتبع غدا الورقة الثامنة.