- كتب: عبدالحكيم الفقيه
الورقة السادسة
الرواية تنتج عن رؤية واسعة وعميقة لقيعان المجتمعات وبواطن النفسيات، وتنتج عن خيال واسع وتوظيف موفق للخيال والواقع، وتنتج عن قدرة لغوية بارعة في الوصف والتصوير واستخدام الأساليب البلاغية والمحسنات البديعية وبراعة ومهارة في السرد وخلق التأثير والتحكم فيه.
الروائي يرعى شخصياته ويشرف عليهم منذ البدء حتى الختام ويعمل مراجعات مستنيرة بالواقع حتى تثبت في النسخة الأخيرة من الرواية، والروائي حصيف وذكي ويمتلك قدرة فائقة على التركيز كبناء في مطاف الناطحات، وذاكرة حادة حتى لا يسهب أو يبتسر أو يرتبك فالقراء أذكياء يدركون الهنات والارتباك. وتتطلب الرواية القدرة على الروابط المنطقية والسلاسة السردية وحصافة في تسمية الشخصيات والابتعاد عن شبهات الترميز والتأويل وقطع دابر الرقابة مهما كان نوعها واخراسها، والروائي يجب أن ينسلخ عن اي شيء حتى يكمل روايته حينها يبدأ التنقيح العقلاني وترميم الفجوات وتهذبب وتشذيب الشطحات.
الرواية تكتب للمستقبل والخلود ويقرأها القارئون أي لحظة زمنية ولا يملون كونها تناسب الأزمنة والأمكنة لا تسمح لهما -أي الزمان والمكان- بتجاوزها، ويجب أن تخاطب وتستهدف الجميع فلا تكتب لشريحة اجتماعية أو فئة عمرية أو فصيل بل تكتب للجميع أينما كانوا لأنها تقدم تجربة فريدة يحس القراء بالمتعة والاستفادة والاطلاع على تجربة حياتية جديدة حتى ولو كانت خيالا في خيال.
تتبع غدا الورقة السابعة