- كتب: عبدالحكيم الفقيه
الورقة الأولى
الرواية فن حديث، والحياة نفسها عبارة عن رواية، وهي امتداد للسير والبطولات والملاحم والسرد النثري القديم، وهي من أهم الأجناس الأدبية في عصرنا الراهن بل تعد المهيمنة بعد تراجع الشعر وبعد استفادة الرواية من الميديا والسينما والتلفاز.
الرواية تتيح للروائي حرية خلق الشخصيات وحواراتها وسرد احداث صراعها مطلعا على احداث مجتمعه والمجتمعات المصغرة حيث تتطلب الرواية اطلاعا على الاحداث الاجتماعية وتحولات المجتمع سياسيا واقتصاديا وثقافيا وقيميا وتتطلب الرواية إلماما ومعرفة بعلم النفس وخصوصا الروايات التي تكون شخصياتها غريبة وغير طبيعية وتتطلب الرواية اطلاعا على طبيعة المهن وادواتها وظروفها، بمعنى لابد للروائي أن يكون موسوعي المعرفة وحين ينتقي موضوعا لأحداث روايته لابد ان يكون ساردا أمينا سواء أكانت روايته واقعية او خيالية لأن الرواية تقدم الأحداث كأنها تدوين لاحداث الحياة نفسها، فالرواية تاريخ عام بنكهة ادبية جمالية وفنية لتحولات المجتمعات وتطور نفسية الانسان في تعاملاته مع المستجدات والعوائق فهي ترافقه في كل مناشط الحياة.
والرواية فن العصر لأنها تحتوي الأشكال الأدبية الأخرى فتجد الدراما والحوار المونولوجي والثنائي والقصة والقصص الثانوية والشعر يترقرق من بين السطور والروائيون هم أكثر الأدباء فوزا بالجوائز العالمية وهم الأكثر حصولا على القراء في أرجاء المعمورة ولذا يتطور ويتجدد فن الرواية والآلاف من الأطروحات الأكاديمية والدراسات البحثية تتخذ الروايات مرتكزا موضوعيا لتحليلاتها النقدية الأدبية.
***
تتبع غدا الورقة الثانية