- عارف الدوش
إن السير من البدايات الى النهايات تتخلله أفكار ومشاعر تسيطر وتستخوذ بعضها نتمكن من التخلص منها والبعض الآخر ترافقنا في السير من البدايات حتى النهايات .. والتشاؤم والتفاؤل والحزن والسعادة والفشل والنجاح والخوف والإكتئاب والوسواس والإضطراب وفقدان التوازن أو الإطمئنان .. كل ذلك أفكار ومشاعر سيطرت علينا وأستخوذت على تفكيرنا …
فهناك بعض الأفكار والمشاعر تمتلكنا وتسيطر علينا وتستحوذ علينا بكلنا فتتضخم وتصبح أمام عدسات عيوننا وفي شاشات قلوبنا وفي صناديق عقولنا كبيرة متضخمة.. وكلما سيطرت وأستخوذت زادت ضخامة وكتمت على صدورنا فتمنع حتى تنفسنا الأوكسجين بشكل طبيعي بل وتمنع عنا الإستمتاع بعمليات الشهيق والزفير التي تتحول إلى أهات وتنهدات محرقة بدلاً من أن تكون تمتع بتنفس الأوكسجين وأخذ أنفاس عميقة تنقي الدم وتشعرنا بالراحة والبهجة …
وهنا لابد من إيضاح حقيقة هي جوهر الأمر ولبه ملخصها أن الأفكار هي التي تحدد المشاعر وتقودها وليس العكس فالمشاعر لا تحدد الأفكار وبالتالي يصبح الحزن والسعادة والنجاح والفشل والتشاؤم والتفاؤل وكل أنواع المشاعر هي قرار تم إتخاذه من قبلنا وليست ناتجة من أسباب لاعلاقة لنا بها .. بمعنى أنها ليست مصير حتمي جبري بلا اختيار .
بالتالي عندما أجري حوار بيني وبيني تصبح كل الحياة السابقه لهذا الحوار قيد الحوار والجدل والأخذ والرد والمراجعة والتقييم والتأمل ومناقشة أوجه الإنجاز والإخفاق وهذه العملية كلها الحوار بيني وبيني تصبح عدة عمليات يمكن التعامل معها بسهولة .. و لهذا الحوار بيني وبيني يصبح وسيلة تفكيك وتشريح ونقد وتقييم ومراجعة ووقوف وتأمل وطرح بدائل ممكنة .. تصبح العملية برمتها سهلة ومسيطر عليها …
هل تعرفون لماذا ؟
لإني أقوم من خلال الحوار بيني وبيني برحلة داخلية أبدأ من خلالها بإعادة برمجة تفكيري من خلال التقييم والمراجعة ودراسة البدائل الممكنة وفقاً للقدرات المتاحة وتحديد الأولويات من جديد .. بمعنى أن النهاية التي كنتها قبل الحوار بيني وبيني .. قبل بدء الرحلة الداخلية التي قمت بها تتحول أثناء الحوار والسير في الرحلة الداخلية إلى بداية جديدة بعد أن كانت نهاية صعبة وقاسية .. وهنا أكون قد أستطعت تحويل النهايات مهما كانت قسوتها الى بدايات جديدة بعد ممارستي للتفكير الناقد خلال السير في الرحلة الداخلية أو الحوار بيني وبيني …
هذه العملية لا تأخذ وقت طويل أبداً وإنما هي وقفات فيها حياة وصراع وجدل وحركة ديناميكية نشطة ووقوف للتأمل والمراجعة والقراءة من زوايا متعددة مختلفة المواقع واللحظات واللمحات .. أما إذا طالت الوقفات وطال الحوار بيني وبيني تتحول العملية الى شيء آخر يمكن أن نسمية الغرق في بحر التيه أو السير في رمال الصحراء في شموس الصيف الهجيرة بدون دليل وهدى وزاد ….
والسلام ختام
_





