- كتب: عبدالحكيم الفقيه
الورقة الثامنة والثلاثون
الشعر شعور وإحساس وعاطفة وفكرة ولغة وجمال، وكل الحواس تتفاعل عند خلق القصيدة أو عند قراءتها، ومنذ القدم لم تكن الدراسة اللغوية لديها القدرة على تمييز رديء الشعر من جيده وكون الشعر لغة وفكر فمن الرعونة قياس الشعر باللغة والمنطق لأن الشعر ظاهرة فنية تقيم بطريقتها الغرائبية لا بمنظور القياس اللغوي والصوتي والمنظور الفكري، وقد كانت الشعرية وماهيتها الشغل الشاغل للنقاد والفلاسفة والمفكرين وانجح المحاولات هي التي جاءت من داخل الشعر رغم منطقية وحيادية النظر الى الشعر من خارجه، لكن “أهل “القصيدة” أدرى بشعابها” فأنضج المحاولات النقدية والتنظيرية هي التي يقوم بها الشاعر الناقد.
للشاعر أدوات تتمثل فيما يلي:- إتقان إللغة وقواعدها، إجادة العروض، معرفة الخيط الرفيع الذي ترتص عليه كهرمانات اللغة المتمثلة في المفردات، الحس المرهف، الموهبة وفطرية التذوق الجمالي، الموقف الإنساني والأخلاقي، الانتماء لصيرورة الزمن وعدم التحجر, الإطلاع الواسع، والقفز على أسوار المثبطات، وأدوات الناقد :- التسلح بالنظرية النقدية، معرفة كنه الشعر وماهيته، موسوعية الاطلاع والثقافة بالحياة واحداثها، معرفة اللغة وطبيعة النقد وتطوره عبر الأحقاب، كذلك الاطلاع على مسيرة الشعر وسير الشعراء، والتواضع والبساطة والمراس النقدي، وهذه الأدوات تطرح افتراضا وليست ملزمة لأن نسبة تفاوت الشعراء والنقاد في امتلاكها أمر طبيعي.
***
تتبع غدا الورقة التاسعة والثلاثون.





