- عامر السعيدي
غنّي لوجهِ الله غنّي
ودعي الرفاق لسوء ظنّي
غنّي وخلّي التائهين من الجماعة للتّجنّي
للمُعتمين هشاشة المعنى وأنت لكل فنِّ
يا من مررتِ من الرياح كما تَمُرُّ ببال جنّي
فمُك التماع البرق حين يباعد الدنيا ويُدني
ولكل أغنيةٍ على شفتيك حُسْنٌ فوق حُسْنِ
ولك الكمال إذا ذهبتِ مع الغناء المُطمئنِّ
من غير أسئلةٍ يحطُّ على القلوب وغير غبْنِ
وكأنّ صوتك بلسمٌ يشفي ومحبوبٌ يُمنِّي
لا تغضبي منّا إذا لم يستظلّ فمٌ بلحنِ
في لحية الصحراء نحن وليس في جنّات عدنِ
لاتغضبي إنّ الرعود السُّود تُغلِق كلَّ أُذنِ
وعيون هذي الشمس تنظر للجمال بغير عيني
عُتباك لم أخُنِ القصائد والقصائد لم تخنّي
هي ساعةٌ خرساء لم تُصغي إليك ولم تُغنّي
لم تتّسع لهواء هذا العنفوان ولم تسعني
وأنا الذي أعطيتها قلبي تعذّبهُ وتُضْني
ورميت نفسي في هواها والرماة وراء أذني
يتصيدون الأغنيات ويثأرون من المُغّني
ويوزّعون على الرفاق دمَ القصيدة بالتّأني
غني لهذا الورد بين يديك في العمر الأغنِّ
فلقد وعدّت بك الحديقةَ والحديقةُ لم تعدني
ووجدت فيك قصائدي الأولى ولكن لم أجدني
مشغولةٌ بالحرب قافيتي وبالأمطار مُزني
والأصدقاء يسابقون سيوف أعدائي لطعني
وأنا على فرسي أقاتلهم أقاتلهم بفنّي
للأصدقاء اسمي ليُطعمهم وللمأساة ذهني
وبقيَّتي للحزن لكنْ ما الذي أبقوهُ منّي
غنّي فقد بقيَ الكثير من الجمال بكلّ غصنِ
وبقيتُ رغم أنوف أصحابي لأرفعهم وأُدني
غني فلا أحدٌ سوايَ سيهدم الدنيا ويبني
فأنا الذي جعل الكواكب في الفضاء بغير وزنِ
غنّي فلستِ صغيرةً إنّ الصغار كبارُ سنِّ
وأنا الذي سيردُّ أيام الطفولة للمُسِنِ
غني فأنت قصيدةٌ عظمى وتاريخٌ لحزني
وأجلُّ من هذا الهراء قصيدةٌ قيلتْ بحزنِ
غني فقد وهنتْ عظام النِّص وهناً فوق وَهنِ
وتناهشتهُ لحى الأئمة بين شيعيٍّ وسُنَّي
هذا يخضِّب ذقنهُ بالليل والثاني يُحنّي
والله في قلبي أُوحّدهُ أُوحّدهُ وأُثني
وأقول يا الله يا الله يا الله زدني
- فبراير 2023 – مأرب العظمى






