- كتب: نبيل الشرعبي
صعدت الباص وجلست في الكرسي التي أمامنا إلى جوار امرأة أخرى.. كنت أنا وشاب يبدو في العشرين من العمر.. لاحظت أن الشاب يحرك تلفونه بطريقة مريبة..
حاول تقريب الكاميرا لإلتقاط صورة لجزء خلفي من رقبتها.. سحبت التلفون من يده وهددته بكسره.. غضب وقال ما دخلك.. أجبته عيب افترض أنها أختك وتصرف شخص نفس تصرفك معها..
طرقت عدة مرات على إطار الكرسي.. إلتفت غاضبة.. بادرتها بالقول معذرة يا بنتي.. فقط رداءك ارتفع قليلا من الخلف.. ارتبكت وبسرعة تحسست الرداء وأصلحته وألتفت للخلف وقالت أشكرك يا عم..
تأكدت من تلفون الشاب أنه لم يلتقط صورة بعد ارغامه على فتح القفل ثم أعدته له.. قال بحنق تشتي تتجمل.. أصلا هذه الأيام البنات يعملين كذا_ يكشفين على جزء من الرقبة أو الظهر موضة..
سمعته المرأة التي كانت جوار الفتاة التي تيبست مكانها.. إلتفت له المرأة وقالت له الظاهر أنك تتكلم على ما هو موجود عندكم في البيت.. كل إناء بما فيه ينضح.. رد عليها وأنت ما دخلك..؟ إنحنت وسحبت الحذاء ورفعته محاولة صفعه.. قلت له فضلا أنت عاقل وما يليق بك أن تلوثي حذاءك بمثل هذه القذارة..
انزلت الحذاء وقالت للسائق على جنب.. اعتقدت أنها ستنزل.. طلبت من الشاب أن ينزل من الباص.. رفض في البداية.. صاحت في وجهه انزل يا …. لزمت الصمت.. عدلت من جلستها باتجاه الشاب وسحبته من كتفه مرددة انزل يا …
نهض الشاب من الكرسي ونزل دون أن يتفوه بكلمة.. وبينما هو يدفع أجرة الباص للسائق يا .. نادت عليه المرأة وقالت له روح عند اللي يعجبهن يتعرططين ويخرجين يعرضين..
وصل الباص إلى حيث اقصد.. قلت على جنب.. توقف الباص.. تحركت نازلا.. سمعتها بصوت خجول تقول شكرا يا عم.. شكرا يا عم..
محطة توقف
فضلا لا تتركوهم يعكسوا صورة سيئة على أمهاتهم وأخواتهم وأقاربهم… علموهم الفضيلة.. فضلا لا تتركوهم يسيئون الظن بمن حولهم.. علموها النوايا الحسنة والتفكير السليم..
القصة واقعية وليست من نسج الخيال.. أكرر والله حدثت وكما نقلت تفاصيلها.. فضلا علموا أولادكم الاخلاق الجميلة.. السلوكيات السوية. الاحترام.. الفضيلة..