- مطهر تقي
يستقبل الشعب اليمني عيد وحدته الثالث والثلاثين بخوف شديد على الوحدة من الإنفصاليين ودعاته ومن ضعف الشرعية وتشرذمها وضعف مواقفها من دعاة الانفصال، خصوصا بعد أن أقدم الزبيدي وقيادة الانتقالي على عقد مؤتمرهم الأخير وصدور ميثاق عن ذلك اللقاء يتضمن تفاصيل عن رؤية الانتقالي للانفصال غير واضحة المعالم وبصورة مضحكة فهو يعطي الحق للشماليين بأن يحكموا الجمهورية العربية اليمنية التي إنتهت بشرعية دولية بحدود ماقبل عام ١٩٩٠ وبالمقابل لا يعطي الحق للجنوبيين أن يحكموا دولتهم المزعومة..
فالانتقالي ببساطة لايعترف بالنظام السابق للشطر الجنوبي لأنه يحمل اسم اليمن، والانتقالي لا يؤمن بشئ إسمه اليمن ولا يؤمن بالجنسية اليمنية وكأنه خلق شيطاني بلا أصل ولا يعرف أيضا من أين أتى آبائهم وأجدادهم.. فقد وقعو في حيرة التسمية لكيانهم القادم فهل يسمونه بإسم الجنوب العربي لكنها في نظر الشعب اليمني تسمية استعمارية دخيلة أطلقها الإستعمار البريطاني على عملائه ومؤيديه من السلاطين وأبنائهم ومن ارتضوا بالإحتلال البريطاني في خمسينيات القرن الماضي، واذا تم اختيار الانتقالي لإسم الدولة الانفصالية القادمة بجمهورية الجنوب فأي جنوب.. هل الجنوب للجمهورية اليمنية.. وما هي شرعيتهم لذلك وأغلب أبناء المحافظات الجنوبية الشرقية يرفضون أنسلاخهم عن هوية أبائهم واجدادهم اليمنيين؟؟ أم أنهم يعنون بدولة الجنوب أي جنوب الصومال أو سنغافورة أو أوكرانيا..؟
إنها ورطة مبكرة للانتقالي، وواضح أن الزبيدي وجماعته في حيرة عن التسمية لدولتهم الانفصالية فما بالكم ببناء الدولة التي لا يعرفون ماهيتها أو حتى مقوماتها.. إنها مغامرة سياسة يقودها مغامرون لم يقرأوا التاريخ ولم يقرأوا إلا أوامر أسيادهم من أعداء الوطن الذين مولوا الإنفصال والحرب بالمال والسلاح في حرب صيف 94م، ولا يريدون الخير لليمن وسيظلوا يتأمروا على الشعب اليمني من خلال أجرائهم وعملائهم، وواضح كذلك أن شخوص الانتقالي لم يقرأوا إلا مصالحهم التي ستدخل إخوتنا في المحافظات الجنوبية الشرقية من الجمهورية اليمنية في نفق مظلم من الصراعات الدموية البينية والأزمات الأمنية والاقتصادية ولن يكتب للانفصال أي نجاح حتى ولو صرح السفير السعودي أن حضرته وحكومته مع طموحات وخيارات شعب الجنوب، وحتى كذلك لو أستعانت دولة الإمارات بكل شركات العلاقات العامة الأمريكية للترويج والدعوة للدولة المسخ التي سيرفضها أبناء شعبنا في الجنوب قبل إخوانهم أبناء الشمال وستقهر إرادة الإنفصال وسيظل اليمن الواحد هو الضمان للأمن السياسي والاقتصادي لأبناء الجمهورية اليمينة التي ولدت لتبقى والشعب لا زال ينتظر موقف قياداته السياسية والفكرية والمجتمعية الذين لا زالوا في سباتهم وصمتهم طيلة ثمان سنوات.
والله بالغ أمره