- منصور السروري
الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها وزارة الداخلية المصرية إدارة الجوازات وضيقت فيها الخناق على اليمن دون غيرهم من دول العالم العربي وغير العربي عكست مستوى الضيق الذي باتت تكنه السلطات المصرية لليمنيين وإلا ما كانت لتضيق عليهم هذا الخناق في أصعب ظرف تاريخي يمر به اليمن.
في الوقت الذي كنا ننتظر مكرمة من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بتقديم التسهيلات لليمنيين بسبب ما يعانوا منه في بلادهم من ويلات الحرب ونتائجها الكارثية هوذا وبشهر رمضان قد صدر تحت معرفته قرارات تمنع اليمني من الإقامة سوى ثلاثة أشهر وبعدها يجدد، وكذا يمنع من الدخول للعلاج إلا بموافقة أمنية وقرارات طبية مصرية …
الغريب هنا كيف سيحصل المريض على قرار طبي وهو لم يصل بعد للعلاج داخل مصر؟.
المريض عندما يكون على وشك الموت داخل اليمن وقرر الأطباء في أي مدينة يمنية له السفر للخارج سريعاً… من أين أو كيف سيحصل على قرار من مصر وهو لم يصل إليها بعد كي يدخلها للعلاج؟.
أعتقد أن اليمنيين سيبدؤون يتجهون للهند وتركيا لوجود تسهيلات مقدمة خاصة تركيا التي تمنح الداخل إليها مدة سنة إقامة وبرسوم رمزية ودون تعقيدات.
مبالغ كبيرة ستخسرها لاشك العيادات والمستشفيات في القاهرة يرتادها اليمنيون لللتداوي والعلاج ناهيك عن استئجار الشقق وانفاق الأموال من العملة الصعبة أثناء اقامتهم بمصر.
بات واضحاً أنه لم يعد لليمنيين بلادا تحترمهم عربياً غير السودان فحسب.
يفترض أن يتوجه إلى القاهرة الرئيس العليمي لمقابلة الرئيس السيسي أو رئيس الوزراء لمقابلة رئيس الوزراء المصري بغية استعادة التعامل مع اليمنيين على الأقل بما كانت عليه الإجراءات المتخذة قبل صدور القرار الأخير من وزارة الداخلية إدارة الجوازات بالقاهرة.
لا نريد أن يوثق التاريخ العربي المعاصر أن مصر اكرمت واحتضنت اليمنيين عبر كل العصور خاصة في عهود زعيم الأمة العربية جمال عبد الناصر وبطل الأمة العربية أنور السادات، وباني مصر محمد حسني مبارك لكنها خلال حكم الزعيم عبد الفتاح السيسي ضيقت على اليمنيين الخناق.
لا أعتقد أن ثمة شعب عربي يعشق مصر بعد الشعب المصري مثلما يعشقها اليمانيون.
لا يوجد مثقفين ومبدعين عرب يبتشربوا الثقافة والفن والإبداع المصري مثل اليمنيين بحكم التعليم الذي كان المصريين من يديره باليمن لما يقارب.






