- كتب: سعيد الصوفي
في الحياة السياسية كثيراً ما تتردد عبارتي التفاوض والحوار وعادة ما يتم التعامل معهما وكأنهما يعبران عن معنى واحد، والوقع أن لكل كلمة مفهوم مختلف، فالتفاوض يعني المفاصلة بين الأطراف للحصول على مكاسب ومصالح آنية وذاتية والتفاوض يقوم على تقديم مطالب للتقاسم والمحاصصة بين أطرافه وينطلق التفاوض على أساس القدرة على الحشد وتقديم كل طرف نفسه باعتباره ممثلاً للقاعدة الشعبية/ قطاع منها، وبحسب ما يمتلكه هذا الطرف أو ذاك من أوراق تؤهله للحصول على نصيب الأسد / القسم الأكبر من الكعكة.. أما الحوار فيبنى على أساس تحديد وحصر وتعريف المشكلات القائمة في المجتمع وتحديد أولوياتها وتحليل الطرق المناسبة للحل من حيث معرفة الأسباب الرئيسية والفرعية التي نتج عنها نشؤ هذه المشكلة / تلك والأثار المترتبة على استمرار عدم حل هذه المشكلة، والتفكير في البدائل المقترحة للحلول واختيار البديل المناسب للحل وكيفية تنفيذه بأسرع الطرق وبأقل الإمكانيات…
وهكذا نجد أن بالتفاوض تُحل النزاعات بين الأفراد والجماعات بتقاسم الإمكانيات والموارد بين أطراف التفاوض فقط، أما بالحوار يرتفع مستوى الوعي بالمشكلات العامة وأولويات الحل وتسخير الإمكانيات والقدرات والموارد المتوفرة لحل المشكلات العامة التي تعيق تقدم المجتمع وتطوره.