- كتب: عبدالباري طاهر
أثناء قراءة مذكرات القاضي الفاضل والزعيم السياسي الفذ عبدالرحمن ابن يحيى الإرياني، استوقفني في الجزء الثاني ص ٤١٥ وهو يتكلم عن التلاقي في مؤتمر حرض ١٩٦٥/١١/٢٣ بين الملكيين والجمهوريين لفتني تدوينه ما يلي: وقد وصلنا مطار حرض، وكان قد سبقنا إليه فريق من الملكيين أو ممن اصطلحنا على تسميتهم بالطرف الآخر، وقد كان اللقاء بين الطرف الجمهوري والملكي مما أثار دهشة الصحفيين الأجانب والمراسلين الأجانب عندما رأوا كل طرف يقبل على أخوانه بلهفة، وكان عناق حار بكى له كثيرون من المراسلين الأجانب، وقال بعضهم لأخوانه أرايتم أنه ليس بينهم حرب.. إن الحرب الدائرة هنا في اليمن هي في حقيقة الحال بين مصر والسعودية، ولكن وقودها هم اليمنيين الأبرياء، أليس هذا إجراماً، أما كان هناك من ينقذهم من طغيان الدولتين، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل كسر الجمهوريون المنشقون السياج الذي نصبه السعوديون لعزل الملكيين عن الإلتقاء بإخوانهم الجمهوريين، وظل التلاقي والتواصل رغم الخلاف على قضية بحجم الصراع الجمهوري الملكي، واتذكر ما دار في تلاقي اليمنيين في حرب ٧٢ وحرب ١٩٧٩ ولقاءات أبناء الجنوب والشمال في القاهرة وطرابلس والكويت حيث كان المتحاربون يتلاقون، ويسهرون معاً في فرح ومرح ورقص وكأنهم في عرس حقيقي، وكثيراً ما كان الأستاذ أحمد محمد نعمان يردد:
إذا احتربت يوماً فسالت دماؤها
تذكرت القربى فسالت دموعها
ويستغرب حكام مصر والكويت وليبيا من صنيع المتحاربين فماذا نقول لأهلنا المتحاربين بنا وعلينا اليوم.. إن الصراع الإقليمي يطوي صفحة صراعه، وهو طرف أساسي في حربنا، وقد أصبح وقف نزيف دم اهلكم بإيديكم، وما تقتتلون عليه لايخصكم وحدكم، وإنما يخص كل أبناء الشعب اليمني ضحايا إصطراعكم.