بعد أعوام من الحنين إلى الجلوس مع وسيلة إعلامية جادة تحمل بين دفتيها وجبة روحية أنيقة، وقعت بين يدي مجلة تحمل اسم “رواء” بكسر الراء.. وهي مجلة ثقافية بامتياز.. كُنتُ كمن يجد عشيقته.. احتفيت بها وقرأت كل صفحة فيها..
كانت مجلة “رواء” بحق تروي عطش القراءة.. ففيها من العمل الصحفي المهني المتنوع والجاد ما يجعلك لا تهتم عمن صدرت.. بل تكتفي بالعكوف على قراءة موادها الممتعة بشغف..
وأنت تتنقل بين موادها الفواحة بالعمل المهني، لن تهتم بأن مجلة “رواء”.. مشروع تخرج مجموعة من طلاب قسم الصحافة بكلية الإعلام_ صنعاء.. فمن العزف على أوتار الروح، إلى نوافذ النغم وقيثارة الحرف الروائي وتناغم أبعاد وتقاطع السرد وسحره، إلى بهجة القلاع التاريخية، وانسكاب الضوء فراشات على نوافذ المدى ومعراج الزمن المتشح بالندى، إلى تضاريس الوجد الإنساني المتشابك مع ألوان الأمل والحلم، ومنه إلى رفوف الكتب المكدسة في منفى الهجر للقراءة، ويتسع البوح مع قناديل الطين المسافر عبر الزمن..
ويتشكل فريق مشروع مجلة “رِواء” من رئيس التحرير سليم الصوفي وفريقه المكون من عدد من الزملاء هم: سحر علي، ميسون العبادي، احلام جوهر، سهى القاضي، نسرين القباطي ، نعيم شعلان ،الدفعة 28 ، وكان المشرف العام عليها د. سيف مكرد
يقول رئيس فريق وتحرير مجلة “رواء” الزميل سليم الصوفي، في الافتتاحية، حيال لماذا اختاروا الصحافة الثقافية كأولوية في مشروع تخرجهم، لا علاقة لنـا بالحـرب ومـا يجـري فـي العالـم مـن صـراع، نحـن فريـق اختـار الثقافـة سلاحا فـي وجـه المدافـع، فلا نهضـة حضاريـة والعالم يعيش بمعزل عـن الإطار الثقافي والاجتماعـي، ولايمكن أن تنهض البلاد بـدون العلـم والمعرفـة، كـي تخلد اسـمها في كتـب التاريخ للأجيال الأخرى.
ويضيف الزميل الصوفي لن تسـتمر الحضارة كثيـرا دون أن تمـد جسـور العبـور بيـن البقـاع، وتمتزج مـع الحضارات المختلفـة بامتلاكها ثقافـة تميزها عـن غيرهـا، وهويـة تاريخيـة، ونهضـة فكريـة، ووعيـا مجتمعيـا، وعـادات وتقاليـد، وكل هـذه يحتاجهـا الإنسان للانسان..
فلنحتفي معا بمجلة “رواء”.. الهدية الفعلية للعام.. والحب الكثير للزملاء فريق عمل المجلة الذين ابهحونا بهكذا عمل صحفي يبشر بقدوم أقلام صحفية شابة مميزة إلى بلاط صاحبة الجلالة..