أقيم صباح اليوم في العاصمة اليمنية صنعاء، فعالية تأبينية للأديب الراحل شاعر اليمن الكبير الدكتور عبدالعزيز المقالح، بحضور نوعي كثيف من الشعراء والأدباء والكتاب والمثقفين اليمنيين، ومحبي الفقيد.. الذين غصت بهم قاعة مركز الدراسات والبحوث وممراتها.
وبداية أوضح الأستاذ خالد الرويشان رئيس اللجنة التحضيرية للفعالية، أن سبب التأخير في اقامة أربعينية فقيد اليمن الكبير المقالح كان نتيجة التحضيرات لإظهار الفعالية بالوجه الذي يليق بمقامه، خصوصًا أنه الوحيد الذي أقيمت له فعاليات تأبينية في العديد من عواصم الدول على مستوى العالم، سواء في باريس ولندن والقاهرة والرياض والكويت وعمان إضافة إلى عدد من عواصم المحافظات اليمنية، وذلك لمكانته الأدبية على مستوى اليمن والوطن العربي، والمساحات الكبيرة من الذكريات التي ورثها، حيث فعل ما لم يفعله أحد”.
وفي الفعالية، ألقيت عدد من الكلمات بالنيابة، عن جامعة صنعاء، وعن اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، وعن مركز الدراسات والبحوث، إضافة إلى كلمة أصدقاء الفقيد من الشعراء والأدباء العرب واليمنيين، كلها كلمات رثائية واحتفائية بمناقب فقيد الوطن الكبير الدكتور عبدالعزيز المقالح الذي قدم الكثير والكثير مفكرًا وشاعرًا وأديبًا وأكاديميًا إداريًا وإنسانًا.. بل وثائراً سبتمبريًا وإعلاميًا فذًا.
واختتمت الفعالية بكلمة عن أسرة الفقيد ألقاها محمد عبدالعزيز المقالح قال فيها: “إن أكثر من أربعين يومًا على رحيلك يا والدي العزيز، أيقنت أن الفواجع تبقى كما هي ولو مر عليها الدهر، فلا ألم يضاهي ألم فقدانك، ولا ذكرى أبشع من ذكرى رحيلك، ولا حزن يفوق حزننا على وفاتك”.
وأضاف: “والدي العزيز.. أربعين يومًا وأكثر على فراقك وكأننا بالأمس فقدناك، ومازالت هيبة عزائك في ذاكرتنا ولم نتجاوز ألم فقدانك، أكثر من أربعين يومًا مضت ومازلنا نتجرع مرارة الفقدان والفراق، لكن قضاء الله وقدره كان أقوى من كل شيء، والحمدلله على قضائه وقدره”.
ويعد الشاعر والأديب المقالح من أبرز الشعراء العرب، وعلم من أعلام الشعر الحديث، رفد المكتبة العربية بثلاثة وعشرون ديوانًا من الشعر، ونحو ثلاثة وثلاثين كتابًا في النقد الأدبي، ومئات الدراسات والأبحاث والمقالات، كما ترجمت معظم أعماله إلى لغات عالمية عديدة.
شغل الشاعر المقالح رئاسة جامعة صنعاء، كما أسس مركز الدراسات والبحوث اليمني، وكان عضوًا في مجمع اللغة العربية في كل من القاهرة ودمشق.. توفي في الثامن والعشرين من نوفمبر 2022، عن عمر ناهز 85 عامًا، بعد صراع مرير مع المرض.