- عبدالحكيم الفقيه
يومض الشعر بالشعر في رابيات القصائد
حين اتجهنا يسارا إلى زيزفون الكلام
وجدنا البنفسج يحفر ظله في صخرة تتقشر من لسعات الشموس
وخضنا غمار الجدال المموسق حول الكناية والرمز
والوطن المتقلص في واجهات الخرائط
حين اتجهنا يسارا وجدنا نباح اليمين المغلف في صفحات الظلام وفي طرق العسس المتكاثر
ملنا قليلا لكي يصغر الظل في موعد الكرنفال
لا تلم هلوسات المحرر أو نزعة الناقد الطائفي
ولم ما تخبأ في معطف الوقت من مهرجان الخلاف الذي أوهن الاستناد على حجة من كتاب الرفاق
إذن لأقل :
طالت الحرب مثل ظفيرة هندية لم تجد عاشقا
واستباحت رصاص الغزاة بيوت المدينة
وانشغل المدفع القبلي بتمزيق كشكول دارسة رسمت راية في الخدود
ويقتحم الموت مخدع أيقونة في غلاف الندى
كيف تهنا كثيرا ولم ننتبه؟.
حين اتجهنا يسارا تمترست الشمس في صفنا ولكننا مثل عادتنا لم نجد غير كوم الكلام
ولم نقتنص لحظة
وتركنا اليمين يغلف صورتنا
وابتعدنا عن الشارع العربي وبيت الصفيح
وداهمنا الغرب من كل ناحية واتجاه
ما تبقى لنا من ممالكنا غير هذي الرمال
وبعض غبار على متحف لم يعد متحفا.
حين اتجهنا يسارا خسرنا قليلا من الوقت حين قفزنا على سور حرق المراحل
حتى نؤمم نحل المكلا وكل المناحل
انهكنا البوح والمنهج الفلسفي وصورة لينين
خمر المعلى وأمن الجهات وقبعة الثلج في قيظ شبوه
والزامل اليافعي وبرد الكوانين والنجمة الأممية في العلم الوطني
وحين اتجهنا يسارا نشرنا المحبة لكننا مغرمون بكيل الظنون وسرعة محو الخصوم بحجة أن وأن وأن
وما اسهل الحجج البلشفية والحرب
ما اسهل الكشط في النشرات
وفي واجهات الجرائد واللجنة المركزية والطاولات التي لا ستار لها
البساتين صفراء
والريف في موسم القحط
تبدو الجداول ناشفة
وجبلة تصغي لمذياع لندن
والحرب ترفع ألسنة النار في واجهات القرى
- تعز يناير 2023





