- كتب: شوقي اليوسفي
حين أسدي لك نصيحة فهذا لايعني بإن عيني على وظيفتك أو أتمنى زوال ما أنت فيه من مكانة، النصيحة دليل محبة خاصة حين يكون الأمر متعلق بسمعة الوطن وأرى أن المعني بالنصيحة متورط بممارسة سلوك يتنافى مع طموحات أكثر من 30 مليون يمني وأصبح وجوده يضر أكثر مما ينفع..
النصائح التي قدمها رجل الأعمال ومحافظ تعز السابق الأستاذ شوقي أحمد هائل لرئيس إتحاد الكرة الشيخ أحمد العيسي تحولت بفعل الفهم الخطأ من مناصحة إلى – مناطحة – حيث أنبرأ بعض خفاف العقول للنيل من شخص شوقي أحمد هائل وكأنه أجرم في قول مايعتمل – من حزن – في نفسه، خرجوا بحملات تؤيد بقاء العيسي على رأس الاتحاد وتضامنوا معه وكأن شوقي هائل يعمل على الاطاحة به، أسوأ ما قرأته من تعليقات على النصائح أن أحدهم حلف يمين طلاق بإن شوقي هائل إذا تمكن من الاتحاد فإن أسعار منتجات مجموعة هائل سترتفع ونصح الناس بعدم التجاوب معه.. شر البلية مايضحك ولاتعليق !.
حين يطلب شوقي هائل من أحمد العيسي إعادة النظر في الكوادر التي تعمل في الاتحاد أو تفعيل النشاط المحلي – الدوري والكأس – والتفكير بآلية جديدة تضمن انتظام المسابقات دون تعثر أو أن يطلب منه عرض الموقف المالي للاتحاد بشفافية ومصادر الدخل الذي يحصل عليه وتحديد الجهات المقصرة في دعم الاتحاد، ثم وهو الأهم طالبه بضرورة دعوة الجمعية العمومية للاتحاد – الأندية – ومصارحتها بوضع الكرة اليمنية والصعوبات التي تعترضها، فهي نصائح قيمة ولو كنت مكان أحمد العيسي لكنت تلقفتها بمشاعر أخوية صادقة وكلفت قطاع الاعلام في الاتحاد بالرد على الرسالة شاكرا للأستاذ شوقي إحساسه بالمسؤولية ووعدته بإجراء إصلاحات تضمن تجاوز العثرات لا أن أتغاضى عنها وترك الحبل على الغارب.. حيث فسر كثيرين هذا التغاضي على أنه حنق أو أن شوقي تدخل فيما لايعنيه، هذا ليس تدخل باعتبار نادي الصقر عضوا في الجمعية العمومية ويحق لأي عضو الاعتراض إذا رأى أن الطريق الذي يسلكه الاتحاد سيقود إلى مزيد من الإخفاقات.
أما مايخص الاعتقاد بإن الأستاذ شوقي أحمد هائل يعتزم الاطاحة بالعيسي والنيل منه فهذا اعتقاد يكشف رغبات البعض في إحداث تغيير بكيان الاتحاد للخروج من المأزق، وينظرون لشوقي هائل على إنه المخلص في هكذا ظروف مستندين في ذلك على تجربته في مواجهة كل ماكان يعتمل في تعز إبان عمله كمحافظ للمحافظة، ونجاحه في تجاوز العثرات واستعادة تعز في وقت كان يراهن الجميع على فشله، فحقق الحلم ولمس أبناء تعز شجاعته في مواجهة عصابات كانت تعبث بتعز وتحاول إغراقها في أكثر من مستنقع، وأيضا تجربته في النهوض بالصقر وتحويله مع شريكه في النجاح الأستاذ رياض الحروي من مجرد ناد مغمور إلى بطل دوري وكأس لمواسم عدة ليس في كرة قدم وحسب وإنما في ألعاب مختلفة.
إن من حق أي شخص أن يتطلع لرئاسة الاتحاد إذا كانت قدراته تؤهله لأن يصحح المسار لكن هذا الشخص وفي هذا التوقيت ليس شوقي أحمد هائل وإن كانت قدراته تفوق كل تصور والسبب الوضع العام في اليمن لايسمح بإجراء انتخابات وفق قانون الاتحاد الدولي بسبب الحرب، إضافة إلى حالة الشتات القائمة بين أندية اليمن شمالا وجنوبا، والأسوأ من ذلك وقوف عديد أندية مع طرف ضد طرف في الحرب وعلى ذلك فإن أفضل مايمكن أن يفعله المرء هو المساهمة في تحسين الأداء من خلال تقديم رؤى ومقترحات تؤسس لواقع جديد، واقع يحفظ لليمن سمعته، شوقي هائل لايطمع في أن يكون رئيسا لاتحاد وهو الذي رفض مناصب أكثر اغراء من منطلق أن الوقت والظروف غير صالحة للعمل وغير مؤهلة للنجاح.
النصائح ليست تناطح، ومحاولة توسيع الهوة بين الاتحاد وأندية اليمن بمهاترات جانبية في الشارع اليمني يزيد الماء على الطحين وبالنظر إلى مضمون الرسالة فقد خلصت إلى أن تكوين المنتخبات الوطنية القوية هي حصيلة مسابقات محلية منتظمة وهذا مالايتوفر لمنتخباتنا مع تفهمنا للواقع والظروف والمشاكل التي تمر بها بلادنا، الرسالة شخصت الحالة وقدمت نصائح حتما سوف تحقق الغايات وهذا ما انتهى إليه الأستاذ شوقي من فعل وطني يراد به الانتقال من المستوى المتدني إلى المستوى الذي يفترض أن يكون عليه اليمن، لقد أخذت رسالة الأستاذ شوقي حقها من الاهتمام في وسائل التواصل لكنها للأسف لم تحرك مشاعر وأحاسيس قيادة اتحاد الكرة وإلا كنا سمعنا عن رد فعل إيجابي، رد فعل يرمم الحفر ويمهد الطريق لمستقبل أكثر حيوية ومازلنا ننتظر !.